‏إظهار الرسائل ذات التسميات تقارير. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تقارير. إظهار كافة الرسائل

السبت، 30 مارس 2013





جولة في رحاب "طَيبة" عاصمة الثقافة الإسلامية 2013م (1) 




تقرير وتصوير - فريدة أحمد \ خاص عدن الغد 
 30 مارس 2013م

أن تجلس على البلاط الرخامي الناصع البياض في ساحات الحرم النبوي الشريف لتتأمل جنبات وأبواب ومنارات هذا المسجد العظيم الذي حوى أجمل كنوز التاريخ بمتانته وسعته, وتلامس الأرض بيدك وأنت تتخيل  مرور أطهر البشر "المصطفى الهادي" صلى الله عليه وسلم فوقها, ولا يفصلك عن مقصورة قبره الشريف سوى بضع أمتار فقط,  شعور لا يمكن أن يعادل أو يوازي مافي القلب من طمأنينة و سكينة أمام هذه التحفة الفنية المبهرة والممزوجة بين عراقة التاريخ وأصالة الحاضر بكل معانيها السامية.





يزداد شغفك ويعتريك مزيج من الراحة عندما تدلف لزيارة الروضة الطاهرة والعتبة المنوّرة طمعاً في نيل الأجر والمثوبة من الله سبحانه وعملاً بما ورد في حديثه الصحيح صلى الله عليه وسلم: "ما بَعْدَ مكّة بُقْعَةٌ أَفَضْلَ مِنْ مَدينَة الرِّسولِ صلى الله عليه وآله وسلم، فَالأْعَمْالُ فيها أَيْضاً تُضاعَفُ". وهي المكان الواقع بين بيت المصطفى "بيت عائشة" رضي الله عنها وبين المنبر الشريف، والذي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيها: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة". وما أن تودع الحرم النبوي لا تفارق مخيلتك صورة القبة الخضراء التي تعلو سقف الحجرة الشريفة, حيث مثوى الجسد الطاهر للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. ثم تتوقف لبضع دقائق لتمر على البقيع أو ما يُسمى بـ ( الغرقد) , وهي مقبرة المدينة المنورة التي دفن بها نحو عشرة آلاف من الصحابة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبناته وعدد كبير من التابعين وأتباعهم رضي الله عنهم, حيث سن الرسول صلى الله عليه وسلم زيارتهم والدعاء لهم. 




وفي الذهاب لمسجد قباء الذي يبعد عن الحرم النبوي ما يقارب الـ 3 كيلو مترات والتنقل داخل أروقته وتحت قبابه متعة لا تضاهيها أي متعة, عندما ترفع رأسك لتشاهد البناء الداخلي والخارجي الضخم المكون من ست قباب كبيرة تحفّ بها قباب صغيرة عددها (56) قبة, ويعتلي أركانه الأربع منارات أربع متطابقة طول الواحدة منها (47) مترا. مسجد قباء هو أول مسجد بني في الإسلام ونزل في شأنه قوله   تعالى: ( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ ). وقد ورد عن رسول الله فضل الصلاة في مسجد قباء بما يعدل عُمره, كما أنه حاز على شرفَ وضع النبي ِّعليه الصلاة والسلام ُ لأساساته والمشاركة الفعلية في بنائه.




أما مسجد الجمعة فهو لا يقل روعة وجمال عن مسجد قباء في تصميمه وبناءه الخارجي, وهو أول مسجد صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم صلاة الجمعة بعد مكوثه أياماً في قباء عندما قدم مهاجراً من مكة,   المسجد يقع في الجهة الشمالية من مسجد قباء, وتقول كتب التاريخ أنه كان قبل التوسعة الأخيرة مبني فوق رابية صغيرة بطول 8 أمتار، وعرض 5 ,4 أمتار، وارتفاع 5,5 أمتار، وله قبة واحدة مبنية بالطوب الأحمر وفي شماله رواق طوله 8 أمتار. وقد قامت وزارة الأوقاف السعودية بإعادة بنائه وتوسعته وفق تصميم هندسي متميز، وضاعفت مساحته عدة أضعاف.




على بعد أمتار قليلة فقط يبهرك منظر قلعة صغيرة مربعة الشكل, يعدها سكان المدينة المنورة من المعالم السياحية الأثرية في ضواحيها, حيث تم بناء هذه القلعة في الفترة بين عامي 1334-1337هـ 1915-1918م على يد القائد العسكري للمدينة آنذاك فخري باشا, خصصت القلعة للحراسة والمراقبة عندما كانت هناك مواجهات مع الأشراف ومن حالفهم من القبائل, أما بناءها فيتكون من ثلاثة أدوار مبنية من الحجر, ليّست باستخدام مونة الجص والنورة, وللمدخل باب واحد فقط يقع في الجهة الشمالية. القلعة قديمة جداً, حتى أنه يُخيل إليك عندما ترى طرازها المعتق الجميل بأنها ستتهاوى في أي لحظة لما تبرزه التصدعات على جدرانها الخارجية والداخلية.

تم اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م, لما لها من مكانة سامية في نفوس المسلمين في أنحاء العالم, ولما تزخر بها من معالم إسلامية وتاريخية, ففي كل شبرٍ منها علم مشهود وأثر معهود .. مدينة طاهرة بُشّر بشفاعة رسول الله لمن مات بها, فهي مهوى الأفئدة ومحط الأنظار .. إنها "طيــبة" الطيبة .

http://adenalghad.net/news/44712/

الأربعاء، 9 مايو 2012



تداعيات أحداث زنجبار




 فريدة أحمد

13-8-2011م


على أصوات النار الكثيف والقصف المدفعي .. زنجبار مدينة تحولت إلى أشباح, شوارعٌ خالية إلا من الآليات العسكرية والدبابات وأصوات رصاص الجماعات المسلحة .. حتى بات النزوح خطيراً, جراء المعارك الضارية التي تدور رحاها في المدينة  

حيث وان المئاتَ من النازحين الذين تمكنوا من الفرار من منازلهم مع أطفالهم ونسائهم يتهددهم الموت أيضاً في جعار, التي أصبحت مدينةَ حرب وتتعرض للقصف العشوائي بين الفينة والأخرى, وكان الكثير من النازحين من جحيم الاشتباكات المسلحة العنيفة في زنجبار, قد قصدوا جعار القريبة منها والتي كانت مأمونة, إلا إنها تعرضت لقصفٍ عشوائي من قبل سلاح الطيران وغيره، فنزح النازحون أصلا من جديد إلى منطقة الحصن وباتيس, وهم يفتقرون لأدنى متطلبات العيش والمساعدات الإنسانية, كونهم  من الفئات الفقيرة المهشمة.

قوات الجيش اليمني تواصلُ عملياتها العسكرية في مدينة زنجبار, و المواجهات العنيفة مستمرة, يتخللها القصف المدفعي بطريقة عشوائية من قبل قواتها المرابطة في الجبال، ما يؤدي إلى سقوط عددٍ من القذائف على الأحياء السكنية, ووفقاً لناشطين في حقوق الإنسان فإن عدد الشهداء والجرحى الذين سقطوا غيرَ ثابت, لأنه في تزايد مع مرور الساعات .. ونقلاً عن شهودٍ عيان أنهم شاهدوا عشرات الجثث في شوارع زنجبار بعضها لجنود، مشيرين إلى أن عددا من الجثث بدأ في التحلل، وأن هناك عدداً من الجرحى لا يزالون عالقين في المدينة, وبحسب مصادرٍ طبية  في العاصمة عدن, فإن العشرات من الجرحى العسكريين قد سقطوا في المواجهات الدائرة بزنجبار ونقلوا إلى مستشفيَيْ الرازي والجمهورية بضاحية بلدة خورمكسر،  ووصفت إصابات عدد منهم بأنها حرجة, كما أن مستشفى باصهيب العسكري بالعاصمة عدن, يستقبل يومياً ما يقارب الـ ثلاثين جريحٍ عسكري , وهم من الجند الذين يتم الزج بهم إلى زنجبار بمحافظة أبين لاستعادتها حسب قولهم

أطفال ونساء وشيوخ تقطعت بهم السبل تركوا ديارهم جراء المعارك الضارية في زنجبار عاصمة محافظة أبين, افترشوا الأرض والتحفوا السماء لم يجدوا من يعينهم في المناطق التي نزحوا إليها في عدن ولحج سوى مساعدات بسيطة من الأهالي, بعد أن تركتهم قوات النظام المتهاوية يواجهون العراء والجوع والمصير المجهول ، تركوا كل ما يملكون في ديارهم المهجورة بسبب ضراوة المعارك التي لم تفرق بين طفلٍ ومقاتل

هذا ولا يزال النزوح من أبين إلى العاصمة عدن مستمراً وبأعدادٍ غيرُ مسبوقة, هروباً من القصف العشوائي على مساكنهم ، وقد وُصِفت الأوضاع بالمأساوية في سواحل عدن الخط الأحمر على المستوى الإنساني و الصحي, بسبب قلّة الإمكانيات المتاحة لاستيعاب الأعداد الهائلة من النازحين .

ويتوزع النازحون الذين يقدر عددهم بالآلاف في العاصمة عدن على عددٍ من المديريات داخل مخيمات الإيواء التي تم إنشاؤها في عدد من مدارس العاصمة لاستقبالهم, أما عدد النازحين في حوطة لحج, فقد بلغ عدد الأسر التي وصلت إلى المدينة إلى أكثر من 761 أسرة نازحة من أبين - زنجبار ، في الوقت الذي يعاني فيه أبناء مدينة زنجبار وضعاً إنسانياً حرجاً في عدن, حيث يضطر البعض إلى النوم في الطرقات وبعض البنايات التي لا زالت طور الإنشاء، حتى يجدوا من يأويهم في المدارس الحكومية أو المنازل وغيرها.


من جهتها أفادت مصادر مطلعة عن مواطنين في مدينه جعار قولهم, ان المدينة تعيش كارثةً حقيقية  وكل مواطن فيها يواجه الموت في اليوم الواحد مئةَ مرة, خصوصا وان القصف يستهدف كل شئ ولا يضع أي اعتبار للإنسان أو الحيوان، وقد طالب من تبقي في زنجبار المتحاربين, بوقف الحرب لساعاتٍ في اليوم, حتى يتمكنوا من تشغيل مضخات المياه وإنقاذ آلاف المواشي التي نفقت من العطش، كما تعيش زنجبار في ظلامٍ دامس منذ بداية الاشتباكات المسلحة جراء انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة.

( تقرير )


 تداعيـات عودة صالح

 فريدة أحمد
2011م

بعد أن غادر صالح بلاده على طائرة إخلاء طبية وهو على فراش الموت، يعود إلى صنعاء مع إشراقة الفجر متخفياً بعد ما يزيد عن ثلاثة أشهر سليماً معافى, يعود على مائدة أسبوعٍ دموي, وهو يحمل معه حمامة السلام وغصن الزيتون كما يقول.. وسط أصوات المدفعية المشتعلة والمواجهات المسلحة, ودموية المجازر التي ارتكبها نظامه بحق المتظاهرين سلمياً, مخلفاً جراءها عشرات الشهداء ومئات الجرحى .. وهو ما عبر عنه محللون بأن توقيت عودة صالح, ربما تدل على عزمه اللجوء لمزيد من العنف ضد الثوار, الذين استقبلوه بالأحذية في ساحات التغيير .. مستغلاً عجز النظام العربي الرسمي عن اتخاذ موقفٍ تجاه ما يجري في اليمن ..

في هذه الصورة يقف الزعيم القبلي صادق الأحمر ليتعهد أمام جموعٍ غفيرة بأن صالح لن يحكم شعب اليمن مادام على قيد الحياة, لكن صالح يظهر بتحدي ليقول مازلت هنا, من خلال التصريح الأول الذي افتتح به وصوله إلى العاصمة اليمنية، ودعوته كافة أطراف العمل السياسي والعسكري والأمني في السلطة والمعارضة إلى هدنة كاملة, وإيقاف إطلاق النار تماماً، حيث وأن عودته كانت حتمية, بعد فشل المبعوث الأممي والأمين العام لمجلس دول التعاون الخليجي, في التوصل إلى اتفاق يعمل على فرض هدنة على الأرض تمكن مختلف الأطراف من التوصل إلى حل يمكن من خلاله التمهيد لتوقيع المبادرة الخليجية ..

وهو ما أثبتته ضبابية المشهد السياسي, وسط إصرار وتعنت الرئيس بعدم تسليمه الحكم إلا لرئيس منتخب من الشعب, رافضا أي تسليم للسلطة عبر تسوية سياسية, مع تجدد القصف المتبادل والعنيف أيضاً في حي الحصبة وعدد من المناطق الأخرى المحيطة, بين الحرس الجمهوري و الفرقة الأولى مدرع وقبائل الأحمر, ما ينبأ أن الأوضاع على شفا الانفجار, لا سيما والطرفان المتحاربان, يحاولان الاستحواذ على مواقع استراتيجية داخل العاصمة .. وهو ما تعبر عنه المخاوف الإقليمية والدولية من انفجار الوضع عسكرياً ..


في المقابل تتصاعد وتيرة الغضب لدى أبناء الجنوب من التجاهل الإعلامي لمطالبهم السياسية, حيث وأن سيناريو امتداد أمد الحرب, قد يجعل من قوى الحراك الجنوبي بسط سيطرتها على المحافظات الجنوبية, وإعلان استقلال دولتها من العاصمة عدن, وإجبار أي نظام قادم بعد انتهاء الحرب على التعامل مع دولة الاستقلال كأمر واقع .. خصوصاً وأن قيادات الحراك عبرت بأنها لن تسمح بجر العاصمة عدن والجنوب إلى مربع العنف, وأن الحرب الدائرة حالياً هي حرب تخص صنعاء وقِواها المتصارعة وليس أبناء الجنوب .. ويبقى السؤال الملح  وسط عدةِ مؤشرات, هل ستصل البلاد إلى المرحلة الفاصلة والحاسمة بعد ثمانية أشهر من الشد والجذب .. ؟!

( تقرير )
 مسلسل اغتيال الكوادر العسكرية والأمنية الجنوبية .. هل يعود إلى الواجهة من جديد .. ؟!



فريدة أحمد

2011م

عندما تُنفذ تصفية جسدية أو اعتداء أو تهديدٍ بالقتل .. تتجه الأنظار في كل مرة, نحو الجهة المنفذة والمستفيدة ومن يقفُ خلفها ؟

وقد عكست من خلال ذلك محاولة الاغتيال الأخيرة, التي تعرض لها موكب وزير الدفاع اليمني محمد ناصر أحمد, حالة من الغموض والفوضى التي تعيشها البلاد, عندما كان برفقته اثنين من كبار قادة الجيش الجنوبي سابقاً, حيث تعد هذه المحاولة هي الثانية من نوعها, التي يتعرض فيها الوزير في غضون شهرين لمحاولة اغتيال, آخرُها أثناء طريقه نحو محافظة أبين التي ينتمي إليها, حيث يقوم بالإشراف على العمليات العسكرية الجارية هناك, فكانت التهمة جاهزة على الفور من وزارة الدفاع اليمنية, بأن من يقف وراء هذه العملية هو ما يعرف بتنظيم القاعدة, والقائمة تطول, فقبل ذلك محاولة اغتيال موكب اللواء عبدالله عليوه في العاصمة اليمنية صنعاء, عبر كمين نُصب له من قبل عناصر الحرس الجمهوري .. وهو الذي حذر منه خبراء وعسكريون جنوبيون, بأن عمليات القتل والاغتيالات المنظمة والمتعمدة, للشخصيات ذات التأثير العسكري والأمني في الجنوب, لن تتوقف عند هذا الحد, بل ستزداد اتساعاً واتساقاً مع حالة الاضطراب السياسي وبوادر اندلاع الحرب بين طرفي الصراع في صنعاء, خاصة وأن العملية والتهديد الأخير, الذي يوحي بأن النظام اليمني ضليعٌ فيه حسب مراقبون, الغرض منه أيضاً إيصال رسائل معينة لقيادات أخرى, منها النائب عبدربه منصور الذي اتهمته وزارة الداخلية, بالتخطيط للانقلاب على الرئيس صالح قبل عودته المفاجئة من الرياض, لكونَ وزير الدفاع هو الذراع الأيمن لمنصور, وفي ذات الوقت محاولة من النظام لتبرير موقفه, وتعزيز دور بقايا أركانه, بهدف الحصول على الرعاية الإقليمية والدولية

مما تجدر الإشارة إليه أن جهة كشفت في وقتٍ سابق عن مخططات النظام اليمني بإغراق أبين بالمسلحين, وأن محاولة اغتيال وزير الدفاع أتت بعد خلافات نشبت بين عسكريين جنوبيين مع مهدي مقولة, بعد أن أصدر تعليمات بانسحاب الجيش من منطقة دوفس وضواحي زنجبار, الأمر الذي اعتبره الجنوبيون تواطئ مع المسلحين, بعد الدور الذي لعبته القيادات العسكرية الجنوبية, بدعم خارجي إلى جانب القبائل والحراك الجنوبي في قتال مسلحي ما يعرف بالقاعدة .. والغريب في الأمر حسب محللون أنه في كلا المحاولتين, لم يكن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية مقولة, متواجد ضمن موكب وزير الدفاع رغم أهمية مرافقتهِ لهُ في مثل هذه الحالات .. وهو الذي أكده توقيت عودة صالح الذي قال بأنه جاء لتصفية بعض الملفات العالقة والخطيرة، وعلى رأسها ملف المسلحين في أبين .. خاصة وأن معلومات الوقوف خلف عمليات الاغتيالات المتكررة مازال الغموض عنصرها الأساس, وتبقى محلَ شك حال صدورها من جهة رسمية سريعة ..  

كلمات يذكرها التاريخ, بعد توقيع وثيقة العهد والاتفاق في الأردن عام 94, عندما غضب صالح بعد أن جدد قادة النظام الجنوبي السابق, الاتهام الضمني لمسؤولين رفيعين في دولة العربية اليمنية, من حزب المؤتمر والإصلاح اليمني وهما طرفي النزاع الدائم على السلطة, بحماية المتهمين في قضايا الاغتيالات السياسية, للكوادر والقيادات الجنوبية التي تلت توقيع الوحدة اليمنية, والذين شددوا على ضرورة القبض عليهم في إطار تنفيذ الشق الأمني في البند الأول من الوثيقة .. وقف حينها صالح ليقول : لن أقبض عليهم حتى لو كانوا في دار الرئاسة .. وهو السيناريو الذي يتكرر اليوم ويعود إلى الواجهة من خلال تصفية الكوادر العسكرية والأمنية الجنوبية, بعودة الصراع القديم بين أطراف النظام الأسري في صنعاء, بعد أن كُشفت مخططاتهم في معركة أبين الأخيرة من قبل القيادات الجنوبية, ومارست عليهم ضغوطاتها وتهديداتها خشية وقوفهم مع الشارع الجنوبي, في حالِ تمَ منح الجنوب خيار تقرير مصيره ..

يتساءل المواطن الجنوبي البسيط, من باب أن ثورات الشعوب لا بد وأن تنتصر ..

هل ستنتظر تلك القيادات الجنوبية أن يُحسم أمرها بأيدي الغدر اليمنية .. أم أنها ستنضم إلى جانب شعبها في تقرير مصيره .. ؟!

( تقرير )

قضية الجنوب بين تحركات المبعوث الأممي وقرار مجلس الأمن المرتقب


 قضية الجنوب بين تحركات المبعوث الأممي وقرار مجلس الأمن المرتقب



 فريدة أحمد
2011م

لصبر اليمنيين حدود .. هذا ما قاله المبعوث الأممي جمال بن عمر قبل مغادرته صنعاء بعد فشل مهمته, في إقناع الرئيس علي عبدالله صالح بالقبول بآلية تنفيذية للمبادرة الخليجية، والتي كان قد وافق عليها نائبه عبد ربه منصور هادي, فيما أقر مراقبون بأن الأزمة اليمنية متجهه نحو التدويل, وأن بن عمر سيعرض القضية على مجلس الأمن لفرض عقوبات على صنعاء, إثر رفض صالح الخطة الأممية لحل الأزمة واعتراضه على الآلية, مقترحاً أن يظل في السلطة وأن لا يتم توحيد الجيش, إلا بعد انتخاب رئيسٍ جديد في الخامس عشر من يناير المقبل كإجراءٍ مبكر للأزمة, لكن مصادر نوهت بأن العقوبات ستركز على رأس النظام، وقد تمتد لتشمل تشكيل لجنة تحقيق دولية في الجرائم التي ارتكبت بحق المتظاهرين، ومن ثم إحالة الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية, وهو ما يعني حرمان صالح وبقية أسرته وأركان حكمة من بند الضمانات التي وفرتها المبادرة الخليجية. ليؤكد مقولته القديمة التي صرح بها أمام جمع من مشائخ اليمن, لا تنازل عن السلطة حتى لو وصلت الدماء إلى الركب, وتأتي هذه التطورات وسط استهجان من شباب التغيير عبر تحويل الثورة إلى أزمة بين السلطة والمعارضة .. وبين استعدادات الطرفين في صنعاء لمواجهات عسكرية محتملة واندلاع حربٍ شاملة, بين القوات الموالية للرئيس والمناهضة له بعد فشل المفاوضات السياسية

التحركات الأخيرة للمبعوث الأممي ولقاءه بعدد من نشطاء الحراك الجنوبي, أكد أن الوضعَ في الجنوب سيكون أحد مواضيع الحوار الوطني الذي يفترض أن تعقده الحكومة الانتقالية, من أجل حل مشكلات اليمن برعاية أممية, والذي عبر فيه أبناء الجنوب عن أملهم بعودة تبني قراري مجلس الأمن الدولي 924 و 931, حال مراجعة القرارات الصادرة بحق اليمن, على الرغم من أن المبادرة الخليجية, نصت على شريطة استمرار الوحدة اليمنية التي تحققت بين شمال البلاد وجنوبها عام 90 في أول سطورها, وهو الذي جعل الأمم المتحدة أن تدرج القضية الجنوبية, ضمن آليات تنفيذ المبادرة الخليجية في المرحلة الثانية بعد الانتخابات الرئاسية, ومناقشتها في إطار الأزمات اليمنية .. المجتمع الدولي الذي يدعو اليمن لمشروع التمسك بخطة نقل السلطة التي توسطت فيها دول الخليج, مازال يعبر عن قلقه المتنامي من تصرفات السلطة اليمنية ومراوغتها, وقد ذكرت مصادر عن توجهٍ أمريكي بريطاني فرنسي ـ بموافقة خليجية ـ لإحالة الملف اليمني إلى مجلس الأمن الدولي, لتطبيق المبادرة الخليجية وفقا للبند السابع ..

 وعلى ضوء المعطيات الحالية, عبّر قانونيين بأنه في حالِ تم إقرار أي قرار من مجلس الأمن الدولي, يتضمن بنود المبادرة الخليجية نصياً خاصة فيما يتعلق بالوحدة, فإن ذلك قد يكون كارثة حقيقية بحق الجنوب, وتجاهل تام من قبل المجتمع الدولي لثورة الشعب الجنوبي الأولى في المنطقة, والتي شبت عن الطوق وهي تطالب بالاستقلال وتجمع كل شرائحها وفئاتها ونخبها, على حق شعبها في تقرير مصيره .. في حين يجمعُ مراقبون على أن قضية الجنوب وثورة شعبه السلمية, هي النواة الحقيقية لتفجير ثورة اليمن, وأن حل أزمات اليمن لن يتم إلا بحلِ قضية الجنوب الحل العادل والمرضي وفقاً لرغبات شعبها .. فهل سيتحرك المجتمع الدولي مرة أخرى بشأن الجنوب, بعد أن تبلغ الدماء نصابها, وتندلعُ حرب بين طرفي صراعٍ قادم لا سمح الله, أحدهما جنوب والآخر شمال .. ؟!

( تقرير )

تبادل الاعترافات والاتهامات بين أقطاب الصراع في اليمن بشأن الجنوب

 تبادل الاعترافات والاتهامات بين أقطاب الصراع في اليمن بشأن الجنوب

فريدة أحمد
09-10-2011م

هكذا هتف الشعب الجنوبي في أول ثورة سلمية شهدتها المنطقة العربية, كانت باكورة الثَورات التي انتفضت وأطاحت بأنظمة القمع والاستبداد والتسلط, ولا يزال هذا الشعب ينادي بأنقى صورِ السلمية الحضارية, أن ينصفه العالم بحقه في تقرير مصيره واستعادة دولته الجنوبية, ورحيل ما يصفه بـ "الاحتلال اليمني", بعد إجماعِ كلِ نخبه على فشل الوحدة بين دولتي الجنوب والشمال في حرب صيف 94 , وتحويلها إلى احتلال وغنيمة في وضح التاريخ المعاصر, بين أجنحة الظفر العسكري .. ظلت كثيرا نخب اليمن والنخب العربية صامتة حيالها ولا تزال, وهي تتغنى بحكمةٍ عانى من فجاجتها شعب بأكمله ( الوحدة وبأي ثمن ) ..

وبدلاً من أن تجد هذه الأصوات آذاناً صاغية لدى النظام اليمني والمعارضة في صنعاء ، وجدت حمما من رصاص الرشاشات وقذائف المدفعية, وبالنسبة لشعب الجنوب الذي قوبل بحوار السلاح المميت : إذا كان المؤتمر يتقمص رداء القومية والشعارات الوحدوية, فإن الإصلاح كان يقدم التخريج الفقهي, لكل من يعبّر عن سوء الإنجاز الوحدوي العظيم .. 

هذا النظام الذي يتمسك بالوحدة ويزعم أنه بنى الجنوب, تحت التهديد بالويل والثَبُور وعظائمِ الأمور, هو نفسه من يقر بتحويله إلى مزارع خاصة, مقسمة بين شيوخ الشمال وكبار لصوص النهب, وزعماء حرب ما أسموها تعميد "الوحدة بالدم .. لتأتي هذه التصريحات  لكي تثبت وتؤكد, مشروعية مطالب الجنوبيين منذ انطلاقة الحراك الجنوبي عام 2007 حتى اليوم

وبعد سنواتٍ من إحاطة ذلك المنجز بهالةٍ من التبجيل, يأتي الرد هنا مزلزلا من النظام نفسه

ولأن هذه الاتهامات المتبادلة بين شركاء الحرب على الجنوب, ليست من قبيل تبرئة الذمة أو الإقرار بشرعية مطالبهم السياسية .. وإنما حسب رؤية محللون كانت المصلحة الحزبية وكسب التعاطف أحد الأسباب .. فما مس الجنوب وشعبه جراء هذه الحرب الظالمة, التي وُضِعت أوزارُها وسط ركامٍ هائل من الجثث والدمار, والتي تنوء بحمله الجبال إلى اليوم وينطق من هوله كلُ ذي ضمير .. وإن لم يجد الإنصاف الكافي في إعلام ربيع الثَورات وحملةَ لواء مؤازة الشعوب .. كان كفيل بأن تفك طلاسمه أدوات الجريمة ذاتها ..

ولأن للحقيقة ألف وجه كما يقال .. فلحقيقة الجنوب في نظر أهله, وجهٌ واحد ..

وفي حين أن الأمل لازال يشدو شعب الجنوب أنه بعد كلِ نصرٍ وإنجاز, يطُل النهار عادة وتقطف الشعوب ثمار انتصاراتها وإنجازاتها, تظل ثورة الشعب الجنوبي ماضية بكل فصول السنوات وليس فقط الربيع ..

فهل حان للمجتمع الدولي, أن ينظر في قراراته الصادرة بحق الجنوب عام 94, ويمنح شعب الجنوب حقه في الحرية و تقرير المصير .. ؟!

( تقرير )
 ثورة أكتوبر المجيدة .. ذكرى ووفاء‎

 فريدة أحمد
13-10-2011م

عندما نتحدث عن ثورة أمة, نتحدث عن ثورة 14 أكتوبر المجيدة, هذه الثورة العظيمة التي مثلت نقطة تحوّل تاريخية لشعب الجنوب, كونها ثورة استطاعت أن تنتصر على أعتى قوة استعمارية ظلت جاثمة على الجنوب مدة تزيد عن 120عاماً, تجرع أبناء الشعب الجنوبي خلالها ويلات المستعمر البريطاني, وتحمل أبناؤها مرارة وقهر ممارسة المستعمر العسكري الذي حرم أبناء الشعب من أبسط حقوقه الإنسانية.  ثورة الرابع عشر من أكتوبر هي حدث عظيم كان له التأثير الكبير على مجريات التاريخ الذي أفضى إلى تحقيق الاستقلال الوطني الأول ونال معه الشعب الجنوبي حريته

بهذه المناسبة العظيمة يستعد أبناء الجنوب في الداخل والخارج وبمختلف المحافظات والمدن الجنوبية ردفان وحضرموت وشبوة والعاصمة عدن وغيرها, لإحياء الذكرى الـ 48 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة, عبر التنظيم وتشكيل اللجان التحضيرية, الذي اعتادت مكونات الحراك الجنوبي السلمي على إعدادها وإقامتها منذ 2007 حتى اليوم, لتتذكر بكل فخر وإجلال تضحيات أولئك الأبطال الذين خاضوا حرب التحرير ضد المستعمر البريطاني, وتمكنوا من إجباره على الرحيل من الجنوب في الـ 30 من نوفمبر عام 1967م .

فمن ساحات الحبيلين التي رُويت تربتها بدماء شهداء المنصة الأربعة, إلى ساحات الحرية والكرامة بالمكلا إلى ساحات العزة والشموخ في العاصمة عدن, إلى قاهرة المعز, يحيى أبناء شعب الجنوب هذه الفعالية وفاءاً لإرثه التاريخي ولإظهار قضيته العادلة, ليؤكد للعالم إصراره على المضي قدماً بتحقيق مطالبه السياسية المتمثلة بالتحرير والاستقلال, بعد أن تم اغتيال الوحدة وتحويل الجنوب باسمها - أرض وثروة وشعب – إلى غنيمة وفيد . وإيصال رسالة مفادها أنه لا تراجع حتى تتحقق الأهداف المشروعة التي قدم لأجلها الشهداء والجرحى والمعتقلين تضحياتهم ..

فهل يلتفت المجتمع الدولي والإقليمي بعد سنواتٍ طوال من المناشدة, إلى واجباته تجاه الشعب الجنوبي .. ؟!

التعتيم الإعلامي العربي لثورة الجنوب السلمية‎

 التعتيم الإعلامي العربي لثورة الجنوب السلمية‎

فريدة أحمد
23-10-2011م

كمموا فمي وقالوا أنت ممنوع الكلام .. لسان حال كل جنوبي خرج يوم الجمعة تحت الشمس الحارقة في المسيرة السلمية الصامتة, التي قوبلت باستجابة سريعة في العاصمة عدن, حيث كمم فيها المتظاهرون أفواههم بقطعٍ من القماش الأسود, تنديداً ورفضاً للصمت الإعلامي العربي والدولي تجاه قضية الجنوب, التي يطالب عبرها الجنوبيون بمختلف شرائحهم وتياراتهم بحقوقهم السياسية والقانونية, التي فرضتها سلطة 7 يوليو اليمنية عام 94, عندما اجتاحت الجنوب واحتلته باعتراف شركاء الحرب أخيراً ..

عقدين من الزمن عانى من خلالها شعب الجنوب مناخاً من الإرهاب الأمني والفكري والإعلامي من قبل النظام اليمني, الذي طال الصحف الجنوبية والكتاب والأدباء والمثقفين والتجار وغيرهم, وها هو نفس الإرهاب الإعلامي يُمارس عليهم اليوم بشكلٍ متعمد من قبل المؤسسات الإعلامية العربية الموجهة, في صورةٍ تبعث على الغرابة, ولا تعبر تعبيراً حقيقياً عن رأي الشعب الجنوبي ولا تكوّن تجسيداً لآماله وتطلعاته, بل إن الإعلام العربي الذي يدعي الديمقراطية وتعدد الآراء, فقد استقلاليته وسموه وحياده كما يراه معظم الجنوبيين, عندما تجاهل أول حركة ثورية عربية سلمية في الوقت المعاصر, فكانت هذه الوسائل في صمتها وتعتيمها الذي يصفه محللون بالمخزي, أسوأ من الإعلام الحكومي الرسمي ..

كذبٌ معلن على رؤوس الأشهاد من البشر .. فعاليات الرابع عشر من أكتوبر المليونية, التي التحمت فيها الجماهير الجنوبية من كل حدبٍ وصوب, شكلت نقلة نوعية مهمة في مسيرة الحراك الجنوبي التحررية, وكانت بمثابة الاستفتاء المصيري أمام العالم أجمع, بالمضي قدماً نحو إقامة دولة مستقلة وعدم الخروج عن نهج الشهداء, الذين قدموا دماءهم وأرواحهم قرباناً لرسم طريق الحرية, تجاهل الإعلام العربي تلك الفعالية بل غيّب حقيقتها, وأثبت معها أن لا قيمة مهنية أو احترافية أو جدوى لما ينقله, وهو يصمم على فرض تعتيمٍ كامل على جميع الأصوات الجنوبية ويدّعي معها الحيادية   

أبناء الجنوب يؤكدون بأنهم سيظلون صامدون على الأرض, من خلال مظاهراتهم واعتصاماتهم ومسيراتهم السلمية, وفاءً لقضيتهم العادلة رغم الصمت الإعلامي العربي القاتل, وسيجسدون بإصرار وبكل وسائل الضغط أولُ شعارٍ رفعوه عام 2007 : ما ضاع حقٌ وراءه مُطالب ..  

رفض الانتخابات اليمنية في الجنوب


 رفض الانتخابات اليمنية في الجنوب

فريدة أحمد

فبراير 2012م

كلما اقتربت حتمية انتصار إرادة الثورة الجنوبية, كلما اشتدت مؤامرات الخصوم ..

ولأن الظروف الدولية و الإقليمية مازالت تتسم بالفوضى و الإلتباس, فإن المصالح تبقى هي الأهم, يظهر ذلك من خلال عملية الانتخابات اليمنية المرتقبة, المزمع إجراءها في الحادي والعشرين من فبراير الشهر الجاري, وبمباركةٍ من حكومة الوفاق التي جعلت هادي مرشحاً لها على خطى الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية, لكن ما يثير السخرية حسب محللون أن المنافس الوحيد لعبدربه منصور في الانتخابات القادمة هو عبدربه منصور نفسه, إذ كيف تقام انتخابات في ظل عدم وجود تنافس بين عدة مرشحين ؟  ما يؤكد أنه استفتاءٌ مسبق من قبل الأطراف المعنية بتنفيذ المبادرة. وحتى يكتمل المشهد الذي عبر عنه جنوبيين بالهزلي, هو عدم تسليم مقاليد السلطة في الرئاسة والحكومة إلا لشخصين جنوبيين لتضمن القوى اليمنية في السلطة استمرار سيطرتها على الجنوب, مؤكدةً للمجتمع الدولي أن الجنوبيين مشاركين في العملية السياسية, وأن قضية الجنوب يمكن إسقاطها في خانة القضايا الحقوقية .

في المقابل تبرهن الجماهير الجنوبية رفضها المطلق لإقامة الانتخابات على أرضها, بدايةً من تكثيفها للمسيرات والفعاليات الحاشدة وحرقها للبطائق الانتخابية, وانتهاءً بحملات إفشالها عبر المواقع الإلكترونية مدشنين بذلك حملةً توعوية وطنية عنوانها الوفاء لدماء الشهداء والجرحى والمعتقلين .

ورغم بعض المحاولات المتكررة من قبل أحزاب يمنية, تروّج لهذه الانتخابات بمختلف الوسائل الدعائية والأدوات الاستفزازية التي يرفضها شعب الجنوب على أرضه, لكنهم يثبتون يقيناً أنهم ماضون على دربهم الذي عانقوا به قبور شهداءهم, في قدرتهم على تحويل هذه الانتخابات إلى استفتاءٍ شعبي جنوبي يرفض الوحدة ويطلب الاستقلال الذي يقول : إن الشهادة بكرامة وعز أفضل من الحياة بخنوعٍ وذل .

تداعيات ذكرى التصالح والتسامح في عدن‎

 تداعيات ذكرى التصالح والتسامح في عدن‎

 فريدة أحمد
13-01-2012م


ست سنواتٍ مضت على لقاء التصالحِ والتسامحِ التاريخي, اليوم الذي دعت له جمعية ردفان الخيرية في عدن, بتاريخ الثالث عشر من يناير عام 2006 , ما جعله لقاءً ومشروعاً صلباً, لانطلاق الحراك الجنوبي السلمي وثورته الشعبية, التي جمعت تحت مظلته مختلف الشرائح الاجتماعية والتيارات السياسة, ليعلنوا في ذلك اليوم فتح صفحةٍ بيضاء تعاهدوا فيها بإرادة المحبة والسلام, أن يحولوا ذكرى دامية لمرحلةٍ سابقة, نحو ذكرى يتعانق فيها الفرقاء و تتصالح لأجلها القلوب والأرواح

وتلبية للحاجة الملحة التي يقتضيها واقع الظلم والقهر الذي يعاني منه الجنوبيون, منذ اجتياح أرضهم في السابع من يوليو عام 94, أحيت عدة مدنٍ رئيسية في الجنوب يوم الجمعة الذكرى السادسة للتصالحِ والتسامح الجنوبي, تأكيداً وتأييداً لهذه الخطوة التاريخية, التي تعد البذرة الأولى نحو درب الاستقلال المنشود حد وصفهم.

 فهنا من ساحة الحرية في قلب العاصمة عدن, هاجمت قوات الجيش اليمني المتظاهرين سلمياً بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع, في محاولةٍ منها للسيطرة على الساحة, ضمن مسلسل هجماتٍ متكررة بالمدرعات وخراطيم المياه وقذائف الآربيجي, سقط على إثرها ستة شهداء وأكثر من خمسين جريحا, معظم إصاباتهم خطيرة وأخرى حالات اختناق بالغازات السامة ... رصاصات قمع الجيش اليمني بشقيه, لم تعرف الرحمة حتى عندما وُجهت نحو النساء المسالمات

وإذ يعيد الحدث ما واجهته الجنوب خلال خمس سنوات مضت, أثناء احتفائياتها بهذه المناسبة, وإصرار النظام اليمني على ارتكاب مجزرةٍ وحشية في كل مرة, يقف ثوار الجنوب أمام القوة المفرطة بإصرار وإرادةٍ شعبية, للمطالبة بحقهم المشروع في استعادة دولتهم المحتلة, عقبَ فشل الوحدة اليمنية حد تعبيرهم.... مقابلات

 قيادات ونشطاء وتكتلات شبابية, دانت العمل الإجرامي, الذي أقدمت عليه قوات الأمن المركزي والجيش اليمني بحق المتظاهرين العزل, كما دانوا ما تعرضت له مدينة المكلا بالمثل من إطلاقٍ للنار العشوائي, وسقوطٍ لعدد من الجرحى مساء الفعاليةِ التصالحية, وناشدوا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية, الالتفات والنظر بإنصاف, لكل ما يجري في الجنوب أرضاً وإنساناً.

تطول أيام وفصولِ ثورة الجنوب, وشعبها يُصر بعزيمة على المضي قدماً في مسيرته التحررية, لكنه يضع علامة استفهام كبيرة, كيف تعطى حصانة للقتلة, إلا إذا كان من أجاز لهم قانونها ضارباً بأولياء الدم عرض الحائط, شريكٌ في القتل .

الجنوب بين حصاد 2011.. وتطلعات 2012م

الجنوب بين حصاد 2011.. وتطلعات 2012م


فريدة أحمد
30-12-2011م

عندما تُسأل .. أي الأعوام شكلت مِحطة مفصلية في تاريخ الشعوب العربية .. ؟!

سيتبادر إلى ذهنك 2011, عام الربيع العربي بلا منافس, العام الذي هبت فيه رياحِ التغيير, فأشعل معه منطقة الشرق الأوسط, لتزلزل الشعوب الثائرة عروش الجبابرة, عَقِب عقودٍ من الزمن أعاقت حركة الإبداع الإنساني. ولأن دعاء المظلوم سلاحٌ فريد من نوعه, فقد أتى الرد من الملك الجبار : "وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين" .

فمنهم من خرج بثوب الناصح والفاهم لشعبه : .......  ثم هرب , ومنهم من عدد إنجازاته وحبه لشعبه : ..... ثم اعتقل , ومنهم من خرج يمجد في شخصه ويهدد شعبه : ..... ثم قُتل, ومنهم من مارس سياسة المراوغة والالتفافِ على شعبه : ...... ثم نجا بشروطه, ومنهم من ارتكب الإجرام في شعبه ولازال ....

والقائمة تطول .. لكن المحصلة النهائية لكل إرادةٍ ثورية, هي خروجِ الشعوب من نفقها المظلم وتحررِها من قبضة أنظمةٍ ديكتاتورية, وإن اختلفت صورُ سقوطِها .

وإذا كان حصاد عام 2011, حصادٌ بألف عام للعرب عموماً, فإن السنوات الخمس التي سبِِقتُه للجنوبيين خصوصاً, كانت الحصاد الحقيقي الأول لصحوة الضمير الإنسانية العربية, والملهمُ السلميُ الذي بعث روح الأمل في ثوَرات الربيع العربي, التي أعلنت الحرب, على ثالوث الاستبداد والفساد والتردي الاقتصادي, لتفرز ملامح أنظمة عربية أكثرُ تعبيراً عن مصالح شعوبها .

كان عام 2011 زاخراً بالأحداث في محافظات الجنوب, ولم يكن أقل نشاطاً عن أعوام اندلاع الثورة الجنوبية, بل ازداد زخماً جماهيرياً مشهوداً في المدن الرئيسية الكبرى, في الوقت الذي كانت المسيرات الشعبية تتركز في القرى والأرياف الجنوبية, خاصةً بعد انتقال رياح التغيير نحو اليمن, وقدوم الزعيم الروحي للثورة الجنوبية حسن باعوم إلى العاصمة عدن, واعتقاله من هناك في العشرين من فبراير, خشية زعزعته لموازين قوى ثورة التغيير اليمنية, وذلك لقوة تأثيره الشعبية في الجنوب حسب مراقبون, ولم تمضِ أيام على اعتقاله, إلا ونظام صنعاء يرتكب أبشع مجزرة تشهدها العاصمة عدن, في الخامس والعشرين من فبراير وما سبقها, ليسقط فيها أكثر من أربعة عشر شهيداً ومئات الجرحى .. لينتقل المشهد الأكثر وحشية, إلى مدينة الحصن بمديرية خنفر محافظة أبين, فتكونُ البداية بانسحاب الجيش والأمن المركزي اليمني, وتسليم مرافقه الحكومية من بينها مصنع ذخيرة 7 أكتوبر, لجماعاتٍ مسلحة دون مقاومة تذكر, في بوادر أولى من النظام باللعب على أوراق ما تسمى بالقاعدة, لإسقاط المحافظة بأيديهم, ليلقى في صبيحة اليوم التالي من الثامن والعشرين من شهر مارس أكثر من 140 ضحية مصرعهم, جراء انفجار مصنع الذخيرة, بعد خروج الجماعات المسلحة منه ونهبها لمحتوياته في عَتمةِ الليل .

ليبدأ التخريب والدمار الحقيقي لمحافظة أبين, وتحديداً بمدينتي زنجبار وجعار وما حولهما جراء المعارك الضارية بين قوات الجيش اليمني ومسلحي ما يعرف بأنصار الشريعة, ويتشرد مئات الآلاف من النازحين من مساكنهم نحو مخيمات ومدارس محافظات لحج وعدن, ويمتدُ بعد ذلك القتل ومحاولات الاغتيالات المنظمة والمتعمدة, للشخصيات ذات التأثير العسكري والأمني في الجنوب, التي حاولت لأكثر من مرة كشف أطراف اللعبة الواقعة في أبين, من قبل طرفي الجيش اليمني الموالي للنظام والمنشق عنه, بهدف كسب الدعم والتأييد الدولي, لمكافحة ما يعرف بالإرهاب حد زعم تلك الأطراف .

جسدت ذكرى إعلان الحرب على الجنوب, وذكرى السابع من يوليو عام 2011, مشهداً ثورياً استثنائياً, وضرباتٍ ساحقة لكل من كان يراهن على ذوبان الحراك الجنوبي السلمي واندماجه في ثورة التغيير اليمنية, ورغم تصاعُدِ وتيرة الأحداث وما رافقها من تدهور أمني بمداهمات وحملات اعتقالات متكررة طالت نشطاء في الحراك, ورغم صعوبة الظروف الإنسانية التي عاشها سكان الجنوب منتصف العام, من انقطاعات متكررة للكهرباء وتعطل خدمات الاتصالات في معظم الأيام, وارتفاع أسعار المواد الغذائية والغاز, وانعدام المشتقات النفطية وتفاقم أزمة الوقود, إلا أن الحراك الشعبي في الجنوب ظل صامداً, بل توسعت مدارك الجنوبيين تجاه قضيتهم, وازداد معها عمق التمسك بمطالبهم المتمثلة بالاستقلال حسب وصفهم .

 شهد أيضاً عام 2011 اجتماعات موسعة لقيادات جنوبية في الداخل والخارج, بهدف توحيد الرؤى والمواقف السياسية, خرج البعض منها برؤية موحدة تحت شعار الاستقلال والتحرير, وخرج البعض الآخر بجهود مشهودة, لكنها لا تلبي تطلعات ومطالب القاعدة العريضة للشعب الجنوبي, الذي رفع علم الجنوب على سارية ارتفاع 40 مترا, في ذكرى الرابع عشر من أكتوبر, مؤكدا على حقه المطلق في الحرية واستعادة الدولة, رغم التعتيم الإعلامي المفروض عليه, والذي خرجوا يعبرون عن صمته في أول مسيرةٍ سلمية صامتة في العالم العربي, رفعوا فيها راياتٍ سوداء, وكمموا أفواههم بقطعٍ من القماش الأسود, معبرين فيها عن الصمت الإعلامي العربي والعالمي تجاه ما يجري في الجنوب, من إبادة وإقصاء وتهجير لشعبه, من قبل نظام ما يصفونه بالاحتلال اليمني .

و بوضع مقارنة بسيطة بالعودة إلى الوراء, في وقتٍ كانت الشعوب العربية خارج عقارب الزمن الثورية, وتحديداً في ذكرى الثلاثين من نوفمبر عام 2008, عندما كانت قوات النظام اليمني تطلق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع, لقمع المتظاهرين سلمياً في عدن والمكلا, احتفلت الجماهير الجنوبية عام 2011 بذكرى نوفمبر, كما لم تحتفل من قبل في مدن ومحافظات الجنوب, وقدمت نموذجاً حياً في الوفاء لقضيتها التي سقط لأجلها مئات الشهداء وآلاف الجرحى, فكانت بمثابة الاستفتاء المصيري والرد المناسب, لكل أصحاب المشاريع المنتقِصة لحق شعب الجنوب في الحرية والاستقلال, خاصةً عقب توقيع المبادرة الخليجية, وتدشين حكومة الوفاق الوطني في اليمن لعهدٍ جديد من الحكم, مناصفة بين حزب المؤتمر الحاكم سابقاً وتكتل أحزاب المعارضة ممثلة بالمشترك, والذي أقر المحتجون اليمنيون أن الحكومة الجديدة أضرت بثورتهم, كونها جعلت الحزب الحاكم شريكاً في الحكم, ما أعطى حصانةً لصالح وكبار معاونيه من الملاحقة القضائية.

 ومع التصعيد الأسبوعي لمسيرات يوم الأسير الجنوبي, أكد شعب الجنوب مراراً أواخر شهر ديسمبر, أنه يرفض إجراء أي انتخاباتٍ رئاسية قادمة على أرضه, معبراً عن ذلك بإحراق البطائق الانتخابية كونها لا تعنيه, كما تُعد التفاف على نضال وتضحيات أبناء الجنوب حد تعبير قياداته.   

وما بين الشوق لعودة الزعيم الجنوبي باعوم لساحات الثورة الجنوبية وميادينها, وبين فرحة استعادة شباب الحراك الجنوبي لساحة الحرية في العاصمة عدن, وإعلانها ساحةً رسمية للتظاهرات السلمية من جديد, بعد أن كانت ساحة الانطلاقة الأولى للاعتصامات الجنوبية عام 2007 , تبقى تطلعات الشارع الجنوبي لعامِ ألفين واثني عشر هي الآمالُ المنتظرة ( لقاءات مصورة )

قيل يوماً .. ما من أمةٍ قالت بالوحدة كما قال بها العرب, ولكن ما من أمةٍ خالفت بتصرفاتها الوحدة كما خالفها العرب, ولأن بين التمني والواقع بوناً شاسعاً يصعب تقديرَ مساحته بين الشمال والجنوب, جراء الجرح الغائر الذي أصاب جسد الأمة, والذي لن يلتئم بسهولة مهما بالغ الأطباء في العناية به, يظل الشعب الجنوبي يتساءل وقد نضُجت الشعوب العربية بعد هبوب رياح الثورة والحرية عليها .. إلى أين ستستمر تلك الرياح .. وهل التغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة بدعم المجتمع الدولي, ستنظر للجنوب وقضيته العادلة ومطالب شعبه, بعين الإنصاف مع العام الجديد .. ؟!

خروج باعوم .. ما بين تشكيل الحكومة في اليمن والرفض الشعبي للانتخابات في الجنوب‎


 خروج باعوم .. ما بين تشكيل الحكومة في اليمن والرفض الشعبي للانتخابات في الجنوب‎

 فريدة أحمد
 الخميس 08 ديسمبر 2011 م

أملٌ ربما يتلاشى .. لكنه لا ينعدم .. !!
ما يقارب العشرة أشهر من الاختطاف القسري والاعتقال , أخيراً يُفرج عن الزعيم الروحي للثورة الجنوبية السلمية, حسن أحمد باعوم ونجله فواز في ليلةٍ قمراء, أخرجت من في البيوت فور سماعهم خبر إطلاق سراحه فرحاً وابتهاجاً, ورغم أن الفرحة منقوصة في ظل بقاءه تحت حراسةٍ مشددة, وفي ظل بقاء عشرات الأسرى الجنوبيين في سجون ما يصفونه بالاحتلال اليمني, إلا أنهم عبروا عن فرحتهم العارمة بشعارات ومظاهر غيرُ مسبوقة, و كلٌ بطريقته الخاصة
ضغطٌ شعبي جنوبي استمر لعدة أشهر, وصل ذروته مع المنظمات الحقوقية والإنسانية للإفراج عن القائد الجنوبي باعوم, والذي أتى بالتزامن مع تشكيل حكومة الوفاق الوطني, بعد هرجٍ ومرجٍ من عمر الثورة اليمنية, التي شارفت على الانتهاء بتقاسم الحقائب الوزارية بين طرفي النزاع الدائم على السلطة, لتتقلد المعارضة ممثلة بحزبها الرئيسي الإصلاح أهم المناصب الوزارية في الدولة, كالداخلية والعدل والتخطيط والتربية والتعاون الدولي, والبقية لبقايا ما كانوا يطلقون عليه نظام, هم باتوا جزءاً منه اليوم, ليوطد الاثنان سلطة ومعارضة دعائم النظام الإجرامي الفاسد, ويقولان معاً لشعبٍ سقت دماءه ساحات الثورة : ارحلوا

ويرى مراقبون أن إطلاق سراح الزعيم الجنوبي باعوم قد يكون تكتيكاً من قبل النظام اليمني القائم سلطة ومعارضة, لقياس ردة فعل الشارع الجنوبي وامتصاص غضبهم وتهيئتهم لقبول الحكومة الجديدة, في الوقت الذي تشهد فيه الجنوب اهتماماً دولياً من خلال زيارة المبعوث الأممي لباعوم, وعزمه على زيارة العاصمة عدن للالتقاء بنشطاء الحراك الجنوبي, مما يُخرج إلى أن هناك اعترافٌ دولي بقضية شعب الجنوب وثورته التحررية, وعلى الرغم من ذلك يتخوف آخرون من كون هذه التحركات تأتي ضمن مساعي إقليمية ودولية لإقناع قيادات الحراك الجنوبي بالقبول بحل قضية الجنوب ضمن آلية المبادرة الخليجية, على اعتبار أن قضية الجنوب هي عمق الأزمة في اليمن, وهو الأمر الذي رفضه الشعب الجنوبي وحراكه السلمي, ورفضه الزعيم باعوم في لقاءه الأخير مع بن عمر, والذي عبر فيه بأن خيار الاستقلال لا رجعة عنه كونه مطلبٌ شعبي

ورغم الفاصل الزمني القصير بعد تشكيل حكومة الوفاق, تبرز حملة استعدادات الانتخابات الرئاسية في اليمن, والتي تعتبر الجزء الأصعب في تحقيق نجاح اتفاق نقل السلطة, من هنا يُذكّر الشعب الجنوبي الأمم المتحدة أنه في مثل هذه الأيام, في الرابع عشر من ديسمبر عام 67, تم قبول عضوية الجنوب ممثلة بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية, في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة, كـ عضو رسمي و دولة مستقلة ذات سيادة, لتعبر في ذات الوقت عن رفضها الشعبي القاطع, لأي تسويات أو انتخاباتٍ قادمة في محافظات الجنوب, كونها تشرعن الاحتلال اليمني على أرضها بعد حرب 94, وهو ما أكده خبراء قانونيون

وفي ظل المساعي والدعوات الشعبية الواسعة لسرعة عقد مؤتمرٍ جنوبي لا يستثني أحد, تبقى قضية الجنوب كعهدها, تنتظر من يقوم بدوره من الجنوبيين لإبرازها بصورة تليق بتطلعات شعبها, لكنها بذات الوقت, تثير معها أسئلةً كثيرة طال اشتياقها للأجوبة .. !!

الطفولة في الجنوب .. أحلام يقتلها الرصاص


الطفولة في الجنوب .. أحلام يقتلها الرصاص

فريدة أحمد 

20-11-2011م

عيد الطفولة أو يوم الطفل العالمي هو يوم يحتفل به الأطفال في أغلب دول العالم, و يصادف يوم العشرين من نوفمبر من كل عام, وقد أوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1954 بأن تقيم جميع البلدان يوما عالميا للطفل، يحتفل به بوصفه يوما للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال, و قد سبقه و تلاه عدد من الاتفاقات الدولية حول حقوق الطفل. حيث وأن من المفترض أن تكون السمة الأساسية لهذا اليوم هي نبذ ثقافة العنف ضد الطفل، والتذكير الدائم بضرورة السعي نحو تغيير واقع الأطفال في أنحاء العالم نحو الأفضل.

لكن هذا الحلم يتحطم على صخرة الواقع المرير الذي يعيشه أطفال الجنوب في عالم مليء بالعنف والصراعات والحروب والكوارث، والتي تبدل بهجة الأولاد في عيدهم إلى مآسي, جراء ما يدور حولهم من أحداث قاسية, والتي سرعان ما تجعل الخوف هو المسيطر على قلوبهم البريئة ونفوسهم الغضة.

وهنا أطفال نازحي أبين الذين حرموا من أبسط مقومات عيشهم وتعليمهم, وحرم الآلاف معهم من فصول دراستهم جراء تحويلها إلى مخيمات

وهذا الطفل محمد الذي لقبه أبناء الجنوب بدرة الضالع, أصيب أثناء قصف شنته قوات الجيش اليمني على مدينة الضالع

أما الطفل محمد علي , تمت إصابته أثناء غارة جوية على مدينة جعار, عندما كان يلعب تحت الشجرة 

والطفل مهد إحسان سقط شهيداً برصاص جنود أمنٍ يمنيين, أطلقوه على متجمهرين سلمياً في العاصمة عدن

وحتى يكتمل المشهد المؤلم والمؤثر فهذه مدينة المعجلة في أبين تصوّر أفظع جريمةٍ بحق الإنسانية, جريمة لا يقبلها دين ولا يتصورها عقل, استيقظ أهل مدينتها على أصوات قصف الطيران وأشلاء الجثث المتناثرة في كل مكان, والذي كان غالبيتهم من النساء والأطفال .

عمق المأساة وآلامها لا يتوقف عند هذا الحد بالنسبة لأطفال الجنوب, فهناك مئات من الجرحى والعشرات الذين يتعرضون للاعتقال في سجون النظام اليمني, لا ذنب لهم إلا أنهم يخرجون مع آباءهم للتعبير عن رفضهم للقهر والظلم والاستبداد, إلى جانب ذلك يعاني أطفال الجنوب من شتى أنوع الحرمان, ويتعرضون في حالاتٍ كثيرة إلى العنف الجسدي والنفسي لصعوبة ظروف المعيشة, مما يزيد معاناتهم .

وقد ساهم تدني مستوى الوعي المجتمعي بحقوق الطفل بعد وحدة عام 90, بل تكرس وعي خاطئ تجاه الكثير من تلك الحقوق في تدنى مستوى استشعارها, ما ترتب عليه ضعف مساهمة المجتمع الجنوبي في حماية حقوق الطفل والدفاع عنها وضعف تحمسه معها.

بمناسبة اليوم العالمي للطفل والإتفاقيّة العالميّة لحقوقه، يتساءل آباء وأمهات هؤلاء الأبرياء إلامَ آلت هذه الاتّفاقيّة .. وأين قوانين الطفولة والضمير العالمي عن كل ما يجري لأطفال الجنوب ؟

( تقرير ) 

الجنوبيون يرفضون الفيدرالية‎

الجنوبيون يرفضون الفيدرالية‎

 فريدة أحمد
2011م

من العاصمة المصرية القاهرة, تعتزم قيادات سياسية جنوبية مع قوى سياسية يمنية معارضة, إلى عقد لقاء يدعو لمشروع الفيدرالية بين إقليمين شمالي – جنوبي في إطار الوحدة, والذي عبر عنه المتظاهرون في الشارع الجنوبي بالرفض القاطع, عبر مسيراتٍ وتظاهرات حاشدة في مختلف محافظات الجنوب, لأنه حسب قولهم, ينتقص من تضحيات شهداءهم ويتجاوزَ حقِ شعبهم في اختيار مصيره بنفسه. وقد أبدت الجاليات الجنوبية في السعودية و بريطانيا وسويسرا وبلجيكا وروسيا وأميركا, أبدت تبرؤها ورفضها المطلق لأي تمثيل سياسي, يختزل القرار الشعبي لجهة أو تيار جنوبي منفرد دون الرجوع إلى الشعب .
( لقاءات للشارع الجنوبي )
وعلى ضوء ذلك يرى بعض القانونيين السياسيين, أن طرح مشروع الفيدرالية مع الشمال هو أخطر من قرار الوحدة عام 90, معبرين بالقول أن القائمون عليها, سيتحملون مسئولية تاريخية بالاستمرار فيها, لأنها توجهات فردية ولا يُسمح فيها لشعب الجنوب بتقرير مصيره, إلا بعد خمس سنواتٍ من تأسيس مشروعها, ومن المحللين أيضاً من يشير إلى عوامل نابعة من طبيعة الوحدةِ ذاتُها, عندما قامت بإعدادٍ غيرِ عقلاني, سرعان ما فشل بـاجتياح الجنوب واحتلاله عام 94م, وباعتراف شركاء الحرب عليها, فالشمال الذي يعرف بالجمهورية العربية اليمنية, قد دفع مقابل الوحدة سنوات من الشعارات والكذب والخطب الحماسية, لكن الجنوب في المقابل, دفع ثمناً سياسياً واقتصادياً وإنسانياً باهضاً, وما زال يدفع فواتيرَه ونتائجَه النفسية إلى اليوم, لم يجرؤ حتى ذوي الفئات الصامتة من الجنوبيين على التصريح بها . ليأتي مشروع الفيدرالية تكريساً للتدهور المزدوج حسب محللون, عبر شرعية أحزاب سياسية قائمة أكل منها الدهر وشرب, ترى في الوحدة اليمنية ورقةً سحرية تلعب بها اليوم لضمان وجودها السياسي وتجديداً للأسس التي قامت عليها في الماضي .  
( تعريف نصي للفيدرالية )
الفدرالية : هي شكل من أشكال الحكم تكون السلطات فيه مقسمة دستورياً بين حكومة مركزية ووحدات حكومية أصغر (الأقاليم، الولايات)، ويكون كلا المستويين المذكورين من الحكومة معتمد أحدهما على الآخر وتتقاسمان السيادة في الدولة. أما ما يخص الأقاليم والولايات فهي تعتبر وحدات دستورية لكل منها نظامها الأساسي الذي يحدد سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية, ويكون وضع الحكم الذاتي للأقاليم، أو الجهات أو الولايات منصوصا عليه في دستور الدولة بحيث لا يمكن تغييره بقرار أحادي من الحكومة المركزية

ونزولاً عند رغبة الشارع الجنوبي الذي يطالب بتوحيد صفوف الجنوبيين, اختتم قادة سياسيون جنوبيون بارزون لقاءً في العاصمة التركية اسطنبول, اتُفق من خلاله على التواصل مع كل الأطراف والطيف الجنوبي, دون استثناء أو إقصاء للتشاور وللتحضير لعقد مؤتمر جنوبي حقيقي, تشارك فيه كل الأطراف الجنوبية بالتحضير والإعداد, للوصول إلى تفهمٍ جنوبي شامل, حول كيفية تحقيق طموحات وآمال أبناء الجنوب المشروعة, بحسب ما أكدته مصادر مطلعة .

رغم تباينات المواقف السياسية المختلفة لقادة الجنوب, يبقى القرار بيد الشعب الجنوبي الذي يؤمن بقضيته العادلة, ويتمسك بحقه في الاستقلال, والذي سيفرض على الفرقاء بصموده الأمر الواقع .

العيد بين فرحة أبناء الجنوب و بين المعاناة والترقب‎

العيد بين فرحة أبناء الجنوب و بين المعاناة والترقب‎

 فريدة أحمد
05-11-2011م

مع سماع تكبيرات العيد و قدوم عيد الأضحى المبارك, تتجلى الفرحة وتغمر البهجة المسلمين في كل بقاع الأرض, لتحتفي بأجمل أيام العيد, ولا تجد في المقابل لدى الشعب الجنوبي داخل وطنهم وخارج شتات غربتهم, ما يبعث على الفرحة أو الاحتفال, سوى الآهات الموجعة والعبرات المنسابة, إما لفقد الأحبة أو لسوء الأوضاع المعيشية, ورغم هذا وذاك ترتسم ابتسامات ممزوجة بالكبرياء والاعتزاز والصمود

أوضاعٌ مأساوية وإنسانية صعبة يعيشها معظم سكان المحافظات الجنوبية, فالكهرباء والاتصالات مقطوعة في معظم الأيام, وأزمة الوقود الخانقة في تزايد, وأسعار المواد الغذائية في ارتفاع, و بين هذا وذاك يبرز الانفلات الأمني المتعمد من قبل النظام اليمني, ويرتفع معه معدل محاولات الاغتيالات للكوادر الجنوبية العسكرية والمدنية, ومن بعيد, يترقب نازحو أبين انفراج مأساتهم, وسط العيش تحت رحمة التشريد وانتظار التبرعات   

 ورغم حالة الغليان التي تعيشها البلاد, فالجنوب لم يتوقف يوماً عن تظاهراته ومسيراته اليومية, تارة غضباً ورفضاً لواقعه المعاش وتارة أخرى لما تتعرض له أرضه من بطش وظلم ونهب لثرواته, وما تبقى من هويته الجنوبية تحت مِظَلة الوحدة اليمنية, فتجد لحج تنتفض بكافة مدنها وقراها لمواصلة مسيراتها السلمية, لتنتقل إلى العاصمة عدن لتُفاجئ بالحشود الشبابية المتدفقة, ثم تتوقف في شبوة وحضرموت لتنبهر بالزخم الجماهيري الأكبر والأوسع نطاقاً, فتجد أنهم يجمعون على مطلبٍ وحيد, هو فك الارتباط واستعادة الدولة كاملة السيادة حد تعبيرهم, والتي يُخرِجُ لأجل مطالبهم مراقبون بتصعيدٍ مرتقب في الشارع الجنوبي بعد العيد وعلى وجه الخصوص في حضرموت, مع الإصرار على إطلاق سراح كافة الأسرى الجنوبيين في سجون النظام اليمني, الذي يقبع في زنازينه رمز ثورتهم السلمية, حسن أحمد باعوم    

أما المشهد السياسي وتطوراته في العاصمة اليمنية صنعاء, فربما لعنة الثلايا تلاحق شعبه, فعلى الرغم من الجهود الدولية المبذولة لإنهاء أزمة الصراع الذي أدخل البلاد في مواجهاتٍ طاحنة, إلا أن الوضع مازال يُنذرُ بمستقبلٍ مجهول, لم يُغِب كل ذلك عن متابعة المواطن الجنوبي البسيط, الذي يتأكد له يومٌ عن آخر, بأنها دولةٌ يحكمها رأسين عسكريين, يزدادان كراهية لبعضهما البعض مع كلِ غروب شمس ..

ليتساءل هذا المواطن بصمت, هل ستعود فرحة أبناء الجنوب بعودة عيدهم القادم .. أم ستبقى حبيسة قلوبهم ما بقوا تحت سطوة دولة القبائل والعسكر ؟!

تداعيات التطوارت في حضرموت على خلفية المطالبة بإطلاق باعوم‎



تداعيات التطوارت في حضرموت على خلفية المطالبة بإطلاق باعوم‎

فريدة أحمد
2011م

فصلٌ جديد من فصول العنف في حضرموت, دون أن يحرّك هذا الفصلُ شيئاً في متابعيه  .. تطورٌ متصاعد في عدةِ مدنٍ بالمحافظة, على خلفيةِ مقتل الشاب عبد الله مفتاح باعيون, البالغ من العمر ستة عشر عاماً, الذي سقط شهيداً تزامناً مع دعوة العصيان المدني, التي أطلقتها مكونات الحراك الجنوبي, للمطالبة بالإفراج الفوري عن الزعيم حسن أحمد باعوم, والتي سقط على إثرها الشهيد وعددٍ من الجرحى ظهر يوم السبت الماضي, في جريمةٍ جديدة ضد أبناء حضرموت من قبل ما يصفونه بالاحتلال اليمني

هنا في مدينة المكلا قلب الثورة الجنوبية النابض, قطع المحتجون الطرقات واشتعلت الشوارع غضباً, تنديداً بمقتل الشهيد وتضامناً مع أسرته, عقبه اشتباكات في ديس المكلا للمطالبة بمحاكمة القتلة وتسليمهم للعدالة, فكان لدوي إطلاق النار الذي يسمع بين الحينٍ والآخر وقعه, في الوقت الذي شهدت فيه مُدنِ غيل باوزير وروكِب و دوعن مسيراتٍ طلابية سلمية, للتضامن مع أبناء مدينة المكلا الذين يتعرضون للقتل والقمع والاعتقالات, بيد أن قوات النظام اليمني لم تتأخر بالرد على هتافاتهم المطالبة برحيله من أرضها, بالرصاص الحي وقنابلِ الغاز الكثيف لتفريقهم, ما أسفر عن إصابة أكثر من عشرين طالباً تم إسعافهم إلى المشفى, في انتهاكٍ صارخٍ لأبسط حقوقهم المشروعة في التعبير بالطرق السلمية.

التصعيد في الشارع الجنوبي مرشح للزيادة, وعلى وجه الخصوص في محافظة حضرموت حسب مراقبون, يأتي نتيجةً طبيعية لتجاهل المجتمع الدولي للمناشدات المطالبة بإطلاق سراح الزعيمِ باعوم, الذي يَعده أبناء الجنوب أحدُ رموز الثورة الجنوبية المطالبة بدولةٍ مستقلة, والذين يرون في اعتقاله منذ ثمانية أشهر, عرقلةً لأي تقاربٍ جنوبي يؤدي لرؤيةٍ موحدة ..

ورغم أن تفاصيلَ قصة اعتقال باعوم واختطافه من على سرير المرض, ظلت ناقصة بل غائبة في معظم تفاصيلها, إلا أن إصرارٍ الأهالي في حضرموت’ أمهل سلطة نظام صنعاء أسبوعاً كاملاً للإفراج عنه

فعاليات استقلال الجنوب‎ لعام 2011م


فعاليات استقلال الجنوب‎ لعام 2011م

 فريدة أحمد
30-11-2011م


إنها النبرة السنوية التي تزداد ضجيجاً في ذكرى الاحتفالات بيوم الثلاثين من نوفمبر, يوم الاستقلال الوطني الأول في الجنوب, ذكرى تُعَد للجنوبيين بمثابة محطة تاريخية عظيمة, مثلت لهم أحد أهم المناسبات الوطنية بعد عيد ثورة الرابع عشر من أكتوبر, اعتادوا على  إحياءها بحماسة بالغة, بعد أن أُلغيت الاحتفائية بها بعد حرب صيف 94, بيد أن الجماهير الجنوبية أعادت إحياءها في السنوات القليلة الماضية, بعد انطلاقة مسيرة الحراك الجنوبي الشعبية, باعتبارها مناسبة للتعبير عن مطالب أبناء الجنوب في تحقيق استقلال دولتهم, التي يعدونها مغتصبة وواقعة تحت الاحتلال اليمني, منذ اجتياحها والاستحواذ عليها من قبل قوى متنفذة من أبناء الجمهورية العربية اليمنية

 فها هي العاصمة السياسية عدن, تحتفي بهذه المناسبة على مدى يومين في تجمعٍ حاشد يعتبره مراقبون هو الأضخم من نوعه منذ بدء المسيرات الجنوبية, فمدن كريتر والمنصورة والشيخ عثمان والمعلا انتفضت لكرامتها بزخمٍ جماهيري كبير, وتنظيمٍ إعلامي جبار رغم التعتيم المفروض, في مشهدٍ لافت يدعو لتأمل كل من لا يزال يتآمر على الحق الجنوبي.

وهذه حضرموت التي تميزت هذا العام بذكرى الاستقلال باحتفالات وفعاليات متنوعة في مختلف مديرياتها, بدءاًَ من المكلا وسيئون وانتهاءاً بروكِب ودوعن, في خروجٍ جماهيري حاشد, حمل دلالات ومعاني بالغة بأن قضية الجنوب هي الحق, مهما تسلق من أبناءها على جدار الباطل, و تلك عتق عاصمة شبوة تنتفض هي الأخرى في استعدادٍ امتد لأيام أثبت أنه يمتلك إرادة حرة, ولم تكن أبين ولحج بعيدة عن هذا الحدث التاريخي, فقد شهدت حوطة لحج مسيرات هي الأقوى من نوعها حملت فيها الأعلام الجنوبية وأكدت على حقها في استعادة الوطن السليب. وانتقالاً لقاهرة المعز أمام جامعة الدول العربية, ونيويورك أمام مجلس الأمن في الولايات المتحدة الأمريكية, وقف أبناء الجنوب في ذكرى الاستقلال الوطني الأول, لمطالبتهم إعادة النظر في تعاونه مع شعب الجنوب وقضيته العادلة  

على أصوات الألعاب النارية وألحان الأغنيات الوطنية .. يعبر شباب الجنوب الحر بالقول : ها نحن هنا في ساحة الانتهاء, لننهي ما أفسده العابثون, في رسالة واضحة وصريحة يوجهونها لكل من يحاول جرف مسار الثورة الجنوبية الممتدة منذ سنواتٍ, إلى مساراتٍ أخرى هدفها إضعاف قوة مطالبهم المشروعة وإسكات أصواتهم, عبر قيادات تخالف مسلكهم حسب أهواءها الخاصة وتسبح ضد التيار الشعبي في الجنوب, وللتعبير عن حالة الاحتقان التي وصل إليها شباب الجنوب من قياداتٍ استقلالية تتسابق على الزعامة وآفة حب الظهور, والذين عبروا بشكلٍ صريح بأنه لا قيادة بعد اليوم في إشارة إلى أن القائد الفعلي للحراك الجنوبي السلمي هو الزعيم المعتقل حسن أحمد باعوم .

أطفال ونساء ومشائخ وشباب الجنوب, عبروا عن خيارهم المفصلي في ذكرى هذه المناسبة الوطنية بتمسكهم في حقهم وخيارهم بالحرية والاستقلال, داعين الأسرة الدولية بالاستجابة لمطالبهم, وللتوضيح للإعلام العربي والعالمي أنه رغم الحصار المفروض عليهم, فإن ثورتهم مستمرة وليست كثورة التغيير في الجمهورية العربية اليمنية, وبأنه لا وصاية على شعب الجنوب, فزمن المحاصصة ولى وانتهى إلى غير رجعة.

تنوع الأنشطة الشبابية في احتفالية نوفمبر


تنوع الأنشطة الشبابية في احتفالية نوفمبر

فريدة أحمد

30-11-2011

اسدل الستار عن احتفالات الثلاثين من نوفمبر, ذكرى المناسبة الوطنية المجيدة التي تميزت هذا العام بإطلالة جميلة ومبهرة, اتسمت بالتنوع والتناغم بين منظميها, وبين جماهيرها الهادرة التي أكدت وسط هتافاتٍ صادقة, على المضي قدماً بالثورة الجنوبية المطالبة باستقلال الجنوب

تميزت الاحتفائية النوفمبرية هذا العام بمهرجان ذكرى استقلال الجنوب الأول, بفقرات جديدة وتقديم عروض مسرحية هادفة, وإلقاء محاضرات توعوية عن أهمية قضية الجنوب, والتي حازت على إعجاب الكثير من المراقبين الذين قدروا تلك الجهود الشبابية المبذولة في إعدادها وتقديمها ..

بدءاً بالعروض الكرنفالية العسكرية في افتتاحيات مهرجاناتها, والتي دلت على جودة التنظيم وحسن العمل .....

والعروض العمالية التي مثلت الشباب المنير, التواق إلى الغد المشرق بعطاءاته وإبداعاته  

والمنجزات الجنوبية التي حملها الشباب مكتوبة في لائحاتٍ بيضاء, والممثلة بالمؤسسات والمصانع خلال الحقب ما قبل الوحدة اليمنية

 لم يغب في حفل ذكرى استقلال الجنوب الزعيم المعتقل حسن باعوم عن ذاكرة أبناء مدينة شبام عبر الأغنيات التضامنية, التي مُزجت بين اللحن الوطني وأغاني الثورة والحرية

كما شهدت المهرجانات الاحتفائية بذكرى نوفمبر, العديد من المشاركات الفنية في حضرموت, حيث قدمت الفرق الوطنية في المكلا الرقصات الشعبية

وفي مدينة شحير قدمت الرقصات الفنية

وضمن نشاطات الاحتفالات بذكرى استقلال الجنوب التي امتدت لأيام, تم طبع مئات النسخ من البرنامج السياسي للحراك الجنوبي السلمي في منطقة رخيه, لتوعية المواطنين بأهمية قضيتهم .

وكان المشهد الأكثر إثارة هو مراسم رفع قماش العلم الوطني بأيادي الشباب على أنغام الأهازيج والهتافات الوطنية

أما معرض الصور في مدينة كريتر بالعاصمة عدن, فقد كان آداة لتعريف الأجيال بتاريخ الجنوب العريق, عبر صور متنوعة لمناطقه وعملاته ومناظره وحكامه

أبحر شباب الجنوب أيضاً بإبداعاتهم في العروض المرئية والمسموعة التي سبقت الاحتفائية بأيام, والتي رسموها عبر تصميمات مبتكرة ومعبرة .. كان من أهمها الشعار الذي حصل عبره الشاب عزت وجدي على جائزة أفضل تصميم لذكرى الثلاثين من نوفمبر

و لا تنتهي الاحتفالات بمجرد مغادرة موقعها .. بل كلٌ يواصلها في منطقته على طريقته الخاصة ..

نالت العروض الثقافية المعبرة والجهود المبذولة من قبل شباب الجنوب, إعجاب وابتهاج الجماهير الصامدة التي افترشت الساحات مكاناً للإيواء خلال فترة احتفالات نصر نوفمبر المجيدة

و للمتأمل في العمل المتنوع الذي جسده شعب الجنوب بقيم الحب والولاء للوطن, سيدرك أن صعوبة مثل هذه العبر هو المحافظة على النصر .. فهل سيحافظ شعب الجنوب على نصره وتمسكه بحقه في نيل حريته واستقلاله .. ؟!

الثلاثاء، 8 مايو 2012

يمن الحكمة .. وداعــاً


يمن الحكمة .. وداعــاً

2008/07/24 الساعة 09:10:48

فريده أحمد - التغيير نت 
مبدأ الفصل ما بين السلطات لم يعد له وجود مطلقاً ، حتى أن هذا الفصل أصبح كنوع من توزيع الوظائف لا أكثر ولم يعد هناك استقلالية ونزاهة في ذلك ..
 فالسلطة القضائية مثلاً تابعة للسلطة التنفيذية وخاضعة للقيادة السياسية وتتبع ما تمليه عليها من لوائح وأحكام بحذافيرها ، ولا تنظر بعين الضمير للقضايا المحالة لها طالما تضمنت ما ينغص على النظام الاستمرارية في الفساد ، وهذا ليس بجديد فجل ما نراه ينعكس على الواقع المعاش في اليمن .

 انسحب مجموعة من المحاميين من المقرر لهم الدفاع عن المعتقلين باعوم والغريب ويحيى الشعيبي بعدما تبين لهم أن الإجراءات القضائية في ذلك باطلة منذ البداية , ولما لمسوه من أن المحاكمة غير طبيعية لأنها لم تصن مبدأ الاستقلالية والعدل والضمانات التي كفلت الحقوق وفقاً للدستور والقوانين المبينة لذلك .

 وقد رأينا مسبقاً كيف تعامل القضاء مع الخيواني بالحكم المسيس والجائر و انسابه لتهمه ليس له علاقة بها , أما السجن بسبب ضحكة ضحكها محمد المقالح أثناء محاكمة الخيواني فهذا شيء في قمة الغرابة ربما يستحق كنوع من العقاب لمدة 24 ساعة بسبب إهانة القضاء كما يقولون , ولكن أن يتطور الحبس لعدة أشهر فهذا شيء مقصود ومسيس أيضاً ومحاكمته كانت مهزلة من مهازل القضاء في اليمن بالأخص أن القاضي منع أي هيئة دفاعية أو محامي للدفاع عنه بانتظار ما تمليه عليه باقي السلطات . تساءلت .. ماذا لو بكى بدل أن يضحك هل سيحاسب على دموع يذرفها أيضاً .. عجبي !

المعتقلين ما يزالون في طريقهم لتلك المهازل المرتبة والمعروفة أحكامها مسبقاً, بغض النظر عن محاكماتهم فهناك الكثير من المحاكمات ذات الأحكام التعسفية بحق المعارضة على وجه الخصوص ومن كافة الأحزاب , وهذا ما دعانا للتشكيك في مصداقية ونزاهة السلطة القضائية منها ما حصل أيضاً مع الفنان فهد القرني المنتمي لحزب الإصلاح والحكم بسجنه لمدة عام ونصف بتهم باطلة .
 فضلاً عن العنصرية في إقصاء القضاة الجنوبيين عن المحاكم وتسريحهم عن وظائفهم من سابق للتقليص من الصلاحيات المتاحة للجنوبيين , فإذا كان التفكك والتفرقة بين القضاة في اليمن فكيف ببقية أفراد الشعب ألن يشعر المواطن وعلى وجه الخصوص الجنوبي بنوع من الاضطهاد في ذلك ؟

 الدولة هي المسؤولة عن هذا التمييز وهي بذلك خالفت المعايير الدولية لحقوق الإنسان التي تمنع كل أشكال التميز والتي كان من المفترض أن تتوافق مع تلك المعايير, لكن ماذا نتوقع من دولة ترتهن القضاء بيد السلطة التنفيذية وتستخدمه كورقة لقمع كل ما يخالف سياستها الفاسدة .

 نحن كمواطنين نطلب من كافة الأحزاب الوقوف وقفة جادة في هذا الأمر والمطالبة بالاستقلالية الكاملة للسلطة القضائية حتى نأمن بذلك أرواحنا ودماءنا وأهلينا من الظلم والقمع والفساد مع مراعاة حقوق جميع أطياف الشعب, وأن لا يكون القضاء مجرد آداة في يد الحاكم يصفي بها حساباته وفق ما يتناسب ومصالحه , وحتى لا تهتز الصورة من قبل الشركات الاستثمارية المتدفقة على بلادنا إذا لم يتوفر ما يصون لهم حقوقهم .

 فأين الحكمة التي قال عنها رسولنا الكريم (( الإيمان يمان .. والحكمة يمانيــة )) .. فقد قضت السلطة القضائية اليوم على ما تبقى من تلك الحكمة وحق الكلمة .

http://www.al-tagheer.net/arts1686.html