الأربعاء، 9 مايو 2012



 تداعيـات عودة صالح

 فريدة أحمد
2011م

بعد أن غادر صالح بلاده على طائرة إخلاء طبية وهو على فراش الموت، يعود إلى صنعاء مع إشراقة الفجر متخفياً بعد ما يزيد عن ثلاثة أشهر سليماً معافى, يعود على مائدة أسبوعٍ دموي, وهو يحمل معه حمامة السلام وغصن الزيتون كما يقول.. وسط أصوات المدفعية المشتعلة والمواجهات المسلحة, ودموية المجازر التي ارتكبها نظامه بحق المتظاهرين سلمياً, مخلفاً جراءها عشرات الشهداء ومئات الجرحى .. وهو ما عبر عنه محللون بأن توقيت عودة صالح, ربما تدل على عزمه اللجوء لمزيد من العنف ضد الثوار, الذين استقبلوه بالأحذية في ساحات التغيير .. مستغلاً عجز النظام العربي الرسمي عن اتخاذ موقفٍ تجاه ما يجري في اليمن ..

في هذه الصورة يقف الزعيم القبلي صادق الأحمر ليتعهد أمام جموعٍ غفيرة بأن صالح لن يحكم شعب اليمن مادام على قيد الحياة, لكن صالح يظهر بتحدي ليقول مازلت هنا, من خلال التصريح الأول الذي افتتح به وصوله إلى العاصمة اليمنية، ودعوته كافة أطراف العمل السياسي والعسكري والأمني في السلطة والمعارضة إلى هدنة كاملة, وإيقاف إطلاق النار تماماً، حيث وأن عودته كانت حتمية, بعد فشل المبعوث الأممي والأمين العام لمجلس دول التعاون الخليجي, في التوصل إلى اتفاق يعمل على فرض هدنة على الأرض تمكن مختلف الأطراف من التوصل إلى حل يمكن من خلاله التمهيد لتوقيع المبادرة الخليجية ..

وهو ما أثبتته ضبابية المشهد السياسي, وسط إصرار وتعنت الرئيس بعدم تسليمه الحكم إلا لرئيس منتخب من الشعب, رافضا أي تسليم للسلطة عبر تسوية سياسية, مع تجدد القصف المتبادل والعنيف أيضاً في حي الحصبة وعدد من المناطق الأخرى المحيطة, بين الحرس الجمهوري و الفرقة الأولى مدرع وقبائل الأحمر, ما ينبأ أن الأوضاع على شفا الانفجار, لا سيما والطرفان المتحاربان, يحاولان الاستحواذ على مواقع استراتيجية داخل العاصمة .. وهو ما تعبر عنه المخاوف الإقليمية والدولية من انفجار الوضع عسكرياً ..


في المقابل تتصاعد وتيرة الغضب لدى أبناء الجنوب من التجاهل الإعلامي لمطالبهم السياسية, حيث وأن سيناريو امتداد أمد الحرب, قد يجعل من قوى الحراك الجنوبي بسط سيطرتها على المحافظات الجنوبية, وإعلان استقلال دولتها من العاصمة عدن, وإجبار أي نظام قادم بعد انتهاء الحرب على التعامل مع دولة الاستقلال كأمر واقع .. خصوصاً وأن قيادات الحراك عبرت بأنها لن تسمح بجر العاصمة عدن والجنوب إلى مربع العنف, وأن الحرب الدائرة حالياً هي حرب تخص صنعاء وقِواها المتصارعة وليس أبناء الجنوب .. ويبقى السؤال الملح  وسط عدةِ مؤشرات, هل ستصل البلاد إلى المرحلة الفاصلة والحاسمة بعد ثمانية أشهر من الشد والجذب .. ؟!

( تقرير )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق