الأربعاء، 9 مايو 2012

التعتيم الإعلامي العربي لثورة الجنوب السلمية‎

 التعتيم الإعلامي العربي لثورة الجنوب السلمية‎

فريدة أحمد
23-10-2011م

كمموا فمي وقالوا أنت ممنوع الكلام .. لسان حال كل جنوبي خرج يوم الجمعة تحت الشمس الحارقة في المسيرة السلمية الصامتة, التي قوبلت باستجابة سريعة في العاصمة عدن, حيث كمم فيها المتظاهرون أفواههم بقطعٍ من القماش الأسود, تنديداً ورفضاً للصمت الإعلامي العربي والدولي تجاه قضية الجنوب, التي يطالب عبرها الجنوبيون بمختلف شرائحهم وتياراتهم بحقوقهم السياسية والقانونية, التي فرضتها سلطة 7 يوليو اليمنية عام 94, عندما اجتاحت الجنوب واحتلته باعتراف شركاء الحرب أخيراً ..

عقدين من الزمن عانى من خلالها شعب الجنوب مناخاً من الإرهاب الأمني والفكري والإعلامي من قبل النظام اليمني, الذي طال الصحف الجنوبية والكتاب والأدباء والمثقفين والتجار وغيرهم, وها هو نفس الإرهاب الإعلامي يُمارس عليهم اليوم بشكلٍ متعمد من قبل المؤسسات الإعلامية العربية الموجهة, في صورةٍ تبعث على الغرابة, ولا تعبر تعبيراً حقيقياً عن رأي الشعب الجنوبي ولا تكوّن تجسيداً لآماله وتطلعاته, بل إن الإعلام العربي الذي يدعي الديمقراطية وتعدد الآراء, فقد استقلاليته وسموه وحياده كما يراه معظم الجنوبيين, عندما تجاهل أول حركة ثورية عربية سلمية في الوقت المعاصر, فكانت هذه الوسائل في صمتها وتعتيمها الذي يصفه محللون بالمخزي, أسوأ من الإعلام الحكومي الرسمي ..

كذبٌ معلن على رؤوس الأشهاد من البشر .. فعاليات الرابع عشر من أكتوبر المليونية, التي التحمت فيها الجماهير الجنوبية من كل حدبٍ وصوب, شكلت نقلة نوعية مهمة في مسيرة الحراك الجنوبي التحررية, وكانت بمثابة الاستفتاء المصيري أمام العالم أجمع, بالمضي قدماً نحو إقامة دولة مستقلة وعدم الخروج عن نهج الشهداء, الذين قدموا دماءهم وأرواحهم قرباناً لرسم طريق الحرية, تجاهل الإعلام العربي تلك الفعالية بل غيّب حقيقتها, وأثبت معها أن لا قيمة مهنية أو احترافية أو جدوى لما ينقله, وهو يصمم على فرض تعتيمٍ كامل على جميع الأصوات الجنوبية ويدّعي معها الحيادية   

أبناء الجنوب يؤكدون بأنهم سيظلون صامدون على الأرض, من خلال مظاهراتهم واعتصاماتهم ومسيراتهم السلمية, وفاءً لقضيتهم العادلة رغم الصمت الإعلامي العربي القاتل, وسيجسدون بإصرار وبكل وسائل الضغط أولُ شعارٍ رفعوه عام 2007 : ما ضاع حقٌ وراءه مُطالب ..  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق