الأربعاء، 9 مايو 2012

تبادل الاعترافات والاتهامات بين أقطاب الصراع في اليمن بشأن الجنوب

 تبادل الاعترافات والاتهامات بين أقطاب الصراع في اليمن بشأن الجنوب

فريدة أحمد
09-10-2011م

هكذا هتف الشعب الجنوبي في أول ثورة سلمية شهدتها المنطقة العربية, كانت باكورة الثَورات التي انتفضت وأطاحت بأنظمة القمع والاستبداد والتسلط, ولا يزال هذا الشعب ينادي بأنقى صورِ السلمية الحضارية, أن ينصفه العالم بحقه في تقرير مصيره واستعادة دولته الجنوبية, ورحيل ما يصفه بـ "الاحتلال اليمني", بعد إجماعِ كلِ نخبه على فشل الوحدة بين دولتي الجنوب والشمال في حرب صيف 94 , وتحويلها إلى احتلال وغنيمة في وضح التاريخ المعاصر, بين أجنحة الظفر العسكري .. ظلت كثيرا نخب اليمن والنخب العربية صامتة حيالها ولا تزال, وهي تتغنى بحكمةٍ عانى من فجاجتها شعب بأكمله ( الوحدة وبأي ثمن ) ..

وبدلاً من أن تجد هذه الأصوات آذاناً صاغية لدى النظام اليمني والمعارضة في صنعاء ، وجدت حمما من رصاص الرشاشات وقذائف المدفعية, وبالنسبة لشعب الجنوب الذي قوبل بحوار السلاح المميت : إذا كان المؤتمر يتقمص رداء القومية والشعارات الوحدوية, فإن الإصلاح كان يقدم التخريج الفقهي, لكل من يعبّر عن سوء الإنجاز الوحدوي العظيم .. 

هذا النظام الذي يتمسك بالوحدة ويزعم أنه بنى الجنوب, تحت التهديد بالويل والثَبُور وعظائمِ الأمور, هو نفسه من يقر بتحويله إلى مزارع خاصة, مقسمة بين شيوخ الشمال وكبار لصوص النهب, وزعماء حرب ما أسموها تعميد "الوحدة بالدم .. لتأتي هذه التصريحات  لكي تثبت وتؤكد, مشروعية مطالب الجنوبيين منذ انطلاقة الحراك الجنوبي عام 2007 حتى اليوم

وبعد سنواتٍ من إحاطة ذلك المنجز بهالةٍ من التبجيل, يأتي الرد هنا مزلزلا من النظام نفسه

ولأن هذه الاتهامات المتبادلة بين شركاء الحرب على الجنوب, ليست من قبيل تبرئة الذمة أو الإقرار بشرعية مطالبهم السياسية .. وإنما حسب رؤية محللون كانت المصلحة الحزبية وكسب التعاطف أحد الأسباب .. فما مس الجنوب وشعبه جراء هذه الحرب الظالمة, التي وُضِعت أوزارُها وسط ركامٍ هائل من الجثث والدمار, والتي تنوء بحمله الجبال إلى اليوم وينطق من هوله كلُ ذي ضمير .. وإن لم يجد الإنصاف الكافي في إعلام ربيع الثَورات وحملةَ لواء مؤازة الشعوب .. كان كفيل بأن تفك طلاسمه أدوات الجريمة ذاتها ..

ولأن للحقيقة ألف وجه كما يقال .. فلحقيقة الجنوب في نظر أهله, وجهٌ واحد ..

وفي حين أن الأمل لازال يشدو شعب الجنوب أنه بعد كلِ نصرٍ وإنجاز, يطُل النهار عادة وتقطف الشعوب ثمار انتصاراتها وإنجازاتها, تظل ثورة الشعب الجنوبي ماضية بكل فصول السنوات وليس فقط الربيع ..

فهل حان للمجتمع الدولي, أن ينظر في قراراته الصادرة بحق الجنوب عام 94, ويمنح شعب الجنوب حقه في الحرية و تقرير المصير .. ؟!

( تقرير )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق