الأربعاء، 9 مايو 2012

الطفولة في الجنوب .. أحلام يقتلها الرصاص


الطفولة في الجنوب .. أحلام يقتلها الرصاص

فريدة أحمد 

20-11-2011م

عيد الطفولة أو يوم الطفل العالمي هو يوم يحتفل به الأطفال في أغلب دول العالم, و يصادف يوم العشرين من نوفمبر من كل عام, وقد أوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1954 بأن تقيم جميع البلدان يوما عالميا للطفل، يحتفل به بوصفه يوما للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال, و قد سبقه و تلاه عدد من الاتفاقات الدولية حول حقوق الطفل. حيث وأن من المفترض أن تكون السمة الأساسية لهذا اليوم هي نبذ ثقافة العنف ضد الطفل، والتذكير الدائم بضرورة السعي نحو تغيير واقع الأطفال في أنحاء العالم نحو الأفضل.

لكن هذا الحلم يتحطم على صخرة الواقع المرير الذي يعيشه أطفال الجنوب في عالم مليء بالعنف والصراعات والحروب والكوارث، والتي تبدل بهجة الأولاد في عيدهم إلى مآسي, جراء ما يدور حولهم من أحداث قاسية, والتي سرعان ما تجعل الخوف هو المسيطر على قلوبهم البريئة ونفوسهم الغضة.

وهنا أطفال نازحي أبين الذين حرموا من أبسط مقومات عيشهم وتعليمهم, وحرم الآلاف معهم من فصول دراستهم جراء تحويلها إلى مخيمات

وهذا الطفل محمد الذي لقبه أبناء الجنوب بدرة الضالع, أصيب أثناء قصف شنته قوات الجيش اليمني على مدينة الضالع

أما الطفل محمد علي , تمت إصابته أثناء غارة جوية على مدينة جعار, عندما كان يلعب تحت الشجرة 

والطفل مهد إحسان سقط شهيداً برصاص جنود أمنٍ يمنيين, أطلقوه على متجمهرين سلمياً في العاصمة عدن

وحتى يكتمل المشهد المؤلم والمؤثر فهذه مدينة المعجلة في أبين تصوّر أفظع جريمةٍ بحق الإنسانية, جريمة لا يقبلها دين ولا يتصورها عقل, استيقظ أهل مدينتها على أصوات قصف الطيران وأشلاء الجثث المتناثرة في كل مكان, والذي كان غالبيتهم من النساء والأطفال .

عمق المأساة وآلامها لا يتوقف عند هذا الحد بالنسبة لأطفال الجنوب, فهناك مئات من الجرحى والعشرات الذين يتعرضون للاعتقال في سجون النظام اليمني, لا ذنب لهم إلا أنهم يخرجون مع آباءهم للتعبير عن رفضهم للقهر والظلم والاستبداد, إلى جانب ذلك يعاني أطفال الجنوب من شتى أنوع الحرمان, ويتعرضون في حالاتٍ كثيرة إلى العنف الجسدي والنفسي لصعوبة ظروف المعيشة, مما يزيد معاناتهم .

وقد ساهم تدني مستوى الوعي المجتمعي بحقوق الطفل بعد وحدة عام 90, بل تكرس وعي خاطئ تجاه الكثير من تلك الحقوق في تدنى مستوى استشعارها, ما ترتب عليه ضعف مساهمة المجتمع الجنوبي في حماية حقوق الطفل والدفاع عنها وضعف تحمسه معها.

بمناسبة اليوم العالمي للطفل والإتفاقيّة العالميّة لحقوقه، يتساءل آباء وأمهات هؤلاء الأبرياء إلامَ آلت هذه الاتّفاقيّة .. وأين قوانين الطفولة والضمير العالمي عن كل ما يجري لأطفال الجنوب ؟

( تقرير ) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق