الأربعاء، 9 مايو 2012

 مسلسل اغتيال الكوادر العسكرية والأمنية الجنوبية .. هل يعود إلى الواجهة من جديد .. ؟!



فريدة أحمد

2011م

عندما تُنفذ تصفية جسدية أو اعتداء أو تهديدٍ بالقتل .. تتجه الأنظار في كل مرة, نحو الجهة المنفذة والمستفيدة ومن يقفُ خلفها ؟

وقد عكست من خلال ذلك محاولة الاغتيال الأخيرة, التي تعرض لها موكب وزير الدفاع اليمني محمد ناصر أحمد, حالة من الغموض والفوضى التي تعيشها البلاد, عندما كان برفقته اثنين من كبار قادة الجيش الجنوبي سابقاً, حيث تعد هذه المحاولة هي الثانية من نوعها, التي يتعرض فيها الوزير في غضون شهرين لمحاولة اغتيال, آخرُها أثناء طريقه نحو محافظة أبين التي ينتمي إليها, حيث يقوم بالإشراف على العمليات العسكرية الجارية هناك, فكانت التهمة جاهزة على الفور من وزارة الدفاع اليمنية, بأن من يقف وراء هذه العملية هو ما يعرف بتنظيم القاعدة, والقائمة تطول, فقبل ذلك محاولة اغتيال موكب اللواء عبدالله عليوه في العاصمة اليمنية صنعاء, عبر كمين نُصب له من قبل عناصر الحرس الجمهوري .. وهو الذي حذر منه خبراء وعسكريون جنوبيون, بأن عمليات القتل والاغتيالات المنظمة والمتعمدة, للشخصيات ذات التأثير العسكري والأمني في الجنوب, لن تتوقف عند هذا الحد, بل ستزداد اتساعاً واتساقاً مع حالة الاضطراب السياسي وبوادر اندلاع الحرب بين طرفي الصراع في صنعاء, خاصة وأن العملية والتهديد الأخير, الذي يوحي بأن النظام اليمني ضليعٌ فيه حسب مراقبون, الغرض منه أيضاً إيصال رسائل معينة لقيادات أخرى, منها النائب عبدربه منصور الذي اتهمته وزارة الداخلية, بالتخطيط للانقلاب على الرئيس صالح قبل عودته المفاجئة من الرياض, لكونَ وزير الدفاع هو الذراع الأيمن لمنصور, وفي ذات الوقت محاولة من النظام لتبرير موقفه, وتعزيز دور بقايا أركانه, بهدف الحصول على الرعاية الإقليمية والدولية

مما تجدر الإشارة إليه أن جهة كشفت في وقتٍ سابق عن مخططات النظام اليمني بإغراق أبين بالمسلحين, وأن محاولة اغتيال وزير الدفاع أتت بعد خلافات نشبت بين عسكريين جنوبيين مع مهدي مقولة, بعد أن أصدر تعليمات بانسحاب الجيش من منطقة دوفس وضواحي زنجبار, الأمر الذي اعتبره الجنوبيون تواطئ مع المسلحين, بعد الدور الذي لعبته القيادات العسكرية الجنوبية, بدعم خارجي إلى جانب القبائل والحراك الجنوبي في قتال مسلحي ما يعرف بالقاعدة .. والغريب في الأمر حسب محللون أنه في كلا المحاولتين, لم يكن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية مقولة, متواجد ضمن موكب وزير الدفاع رغم أهمية مرافقتهِ لهُ في مثل هذه الحالات .. وهو الذي أكده توقيت عودة صالح الذي قال بأنه جاء لتصفية بعض الملفات العالقة والخطيرة، وعلى رأسها ملف المسلحين في أبين .. خاصة وأن معلومات الوقوف خلف عمليات الاغتيالات المتكررة مازال الغموض عنصرها الأساس, وتبقى محلَ شك حال صدورها من جهة رسمية سريعة ..  

كلمات يذكرها التاريخ, بعد توقيع وثيقة العهد والاتفاق في الأردن عام 94, عندما غضب صالح بعد أن جدد قادة النظام الجنوبي السابق, الاتهام الضمني لمسؤولين رفيعين في دولة العربية اليمنية, من حزب المؤتمر والإصلاح اليمني وهما طرفي النزاع الدائم على السلطة, بحماية المتهمين في قضايا الاغتيالات السياسية, للكوادر والقيادات الجنوبية التي تلت توقيع الوحدة اليمنية, والذين شددوا على ضرورة القبض عليهم في إطار تنفيذ الشق الأمني في البند الأول من الوثيقة .. وقف حينها صالح ليقول : لن أقبض عليهم حتى لو كانوا في دار الرئاسة .. وهو السيناريو الذي يتكرر اليوم ويعود إلى الواجهة من خلال تصفية الكوادر العسكرية والأمنية الجنوبية, بعودة الصراع القديم بين أطراف النظام الأسري في صنعاء, بعد أن كُشفت مخططاتهم في معركة أبين الأخيرة من قبل القيادات الجنوبية, ومارست عليهم ضغوطاتها وتهديداتها خشية وقوفهم مع الشارع الجنوبي, في حالِ تمَ منح الجنوب خيار تقرير مصيره ..

يتساءل المواطن الجنوبي البسيط, من باب أن ثورات الشعوب لا بد وأن تنتصر ..

هل ستنتظر تلك القيادات الجنوبية أن يُحسم أمرها بأيدي الغدر اليمنية .. أم أنها ستنضم إلى جانب شعبها في تقرير مصيره .. ؟!

( تقرير )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق