الأربعاء، 9 مايو 2012

رفض الانتخابات اليمنية في الجنوب


 رفض الانتخابات اليمنية في الجنوب

فريدة أحمد

فبراير 2012م

كلما اقتربت حتمية انتصار إرادة الثورة الجنوبية, كلما اشتدت مؤامرات الخصوم ..

ولأن الظروف الدولية و الإقليمية مازالت تتسم بالفوضى و الإلتباس, فإن المصالح تبقى هي الأهم, يظهر ذلك من خلال عملية الانتخابات اليمنية المرتقبة, المزمع إجراءها في الحادي والعشرين من فبراير الشهر الجاري, وبمباركةٍ من حكومة الوفاق التي جعلت هادي مرشحاً لها على خطى الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية, لكن ما يثير السخرية حسب محللون أن المنافس الوحيد لعبدربه منصور في الانتخابات القادمة هو عبدربه منصور نفسه, إذ كيف تقام انتخابات في ظل عدم وجود تنافس بين عدة مرشحين ؟  ما يؤكد أنه استفتاءٌ مسبق من قبل الأطراف المعنية بتنفيذ المبادرة. وحتى يكتمل المشهد الذي عبر عنه جنوبيين بالهزلي, هو عدم تسليم مقاليد السلطة في الرئاسة والحكومة إلا لشخصين جنوبيين لتضمن القوى اليمنية في السلطة استمرار سيطرتها على الجنوب, مؤكدةً للمجتمع الدولي أن الجنوبيين مشاركين في العملية السياسية, وأن قضية الجنوب يمكن إسقاطها في خانة القضايا الحقوقية .

في المقابل تبرهن الجماهير الجنوبية رفضها المطلق لإقامة الانتخابات على أرضها, بدايةً من تكثيفها للمسيرات والفعاليات الحاشدة وحرقها للبطائق الانتخابية, وانتهاءً بحملات إفشالها عبر المواقع الإلكترونية مدشنين بذلك حملةً توعوية وطنية عنوانها الوفاء لدماء الشهداء والجرحى والمعتقلين .

ورغم بعض المحاولات المتكررة من قبل أحزاب يمنية, تروّج لهذه الانتخابات بمختلف الوسائل الدعائية والأدوات الاستفزازية التي يرفضها شعب الجنوب على أرضه, لكنهم يثبتون يقيناً أنهم ماضون على دربهم الذي عانقوا به قبور شهداءهم, في قدرتهم على تحويل هذه الانتخابات إلى استفتاءٍ شعبي جنوبي يرفض الوحدة ويطلب الاستقلال الذي يقول : إن الشهادة بكرامة وعز أفضل من الحياة بخنوعٍ وذل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق