الأربعاء، 9 مايو 2012

العيد بين فرحة أبناء الجنوب و بين المعاناة والترقب‎

العيد بين فرحة أبناء الجنوب و بين المعاناة والترقب‎

 فريدة أحمد
05-11-2011م

مع سماع تكبيرات العيد و قدوم عيد الأضحى المبارك, تتجلى الفرحة وتغمر البهجة المسلمين في كل بقاع الأرض, لتحتفي بأجمل أيام العيد, ولا تجد في المقابل لدى الشعب الجنوبي داخل وطنهم وخارج شتات غربتهم, ما يبعث على الفرحة أو الاحتفال, سوى الآهات الموجعة والعبرات المنسابة, إما لفقد الأحبة أو لسوء الأوضاع المعيشية, ورغم هذا وذاك ترتسم ابتسامات ممزوجة بالكبرياء والاعتزاز والصمود

أوضاعٌ مأساوية وإنسانية صعبة يعيشها معظم سكان المحافظات الجنوبية, فالكهرباء والاتصالات مقطوعة في معظم الأيام, وأزمة الوقود الخانقة في تزايد, وأسعار المواد الغذائية في ارتفاع, و بين هذا وذاك يبرز الانفلات الأمني المتعمد من قبل النظام اليمني, ويرتفع معه معدل محاولات الاغتيالات للكوادر الجنوبية العسكرية والمدنية, ومن بعيد, يترقب نازحو أبين انفراج مأساتهم, وسط العيش تحت رحمة التشريد وانتظار التبرعات   

 ورغم حالة الغليان التي تعيشها البلاد, فالجنوب لم يتوقف يوماً عن تظاهراته ومسيراته اليومية, تارة غضباً ورفضاً لواقعه المعاش وتارة أخرى لما تتعرض له أرضه من بطش وظلم ونهب لثرواته, وما تبقى من هويته الجنوبية تحت مِظَلة الوحدة اليمنية, فتجد لحج تنتفض بكافة مدنها وقراها لمواصلة مسيراتها السلمية, لتنتقل إلى العاصمة عدن لتُفاجئ بالحشود الشبابية المتدفقة, ثم تتوقف في شبوة وحضرموت لتنبهر بالزخم الجماهيري الأكبر والأوسع نطاقاً, فتجد أنهم يجمعون على مطلبٍ وحيد, هو فك الارتباط واستعادة الدولة كاملة السيادة حد تعبيرهم, والتي يُخرِجُ لأجل مطالبهم مراقبون بتصعيدٍ مرتقب في الشارع الجنوبي بعد العيد وعلى وجه الخصوص في حضرموت, مع الإصرار على إطلاق سراح كافة الأسرى الجنوبيين في سجون النظام اليمني, الذي يقبع في زنازينه رمز ثورتهم السلمية, حسن أحمد باعوم    

أما المشهد السياسي وتطوراته في العاصمة اليمنية صنعاء, فربما لعنة الثلايا تلاحق شعبه, فعلى الرغم من الجهود الدولية المبذولة لإنهاء أزمة الصراع الذي أدخل البلاد في مواجهاتٍ طاحنة, إلا أن الوضع مازال يُنذرُ بمستقبلٍ مجهول, لم يُغِب كل ذلك عن متابعة المواطن الجنوبي البسيط, الذي يتأكد له يومٌ عن آخر, بأنها دولةٌ يحكمها رأسين عسكريين, يزدادان كراهية لبعضهما البعض مع كلِ غروب شمس ..

ليتساءل هذا المواطن بصمت, هل ستعود فرحة أبناء الجنوب بعودة عيدهم القادم .. أم ستبقى حبيسة قلوبهم ما بقوا تحت سطوة دولة القبائل والعسكر ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق