الأربعاء، 9 مايو 2012

خروج باعوم .. ما بين تشكيل الحكومة في اليمن والرفض الشعبي للانتخابات في الجنوب‎


 خروج باعوم .. ما بين تشكيل الحكومة في اليمن والرفض الشعبي للانتخابات في الجنوب‎

 فريدة أحمد
 الخميس 08 ديسمبر 2011 م

أملٌ ربما يتلاشى .. لكنه لا ينعدم .. !!
ما يقارب العشرة أشهر من الاختطاف القسري والاعتقال , أخيراً يُفرج عن الزعيم الروحي للثورة الجنوبية السلمية, حسن أحمد باعوم ونجله فواز في ليلةٍ قمراء, أخرجت من في البيوت فور سماعهم خبر إطلاق سراحه فرحاً وابتهاجاً, ورغم أن الفرحة منقوصة في ظل بقاءه تحت حراسةٍ مشددة, وفي ظل بقاء عشرات الأسرى الجنوبيين في سجون ما يصفونه بالاحتلال اليمني, إلا أنهم عبروا عن فرحتهم العارمة بشعارات ومظاهر غيرُ مسبوقة, و كلٌ بطريقته الخاصة
ضغطٌ شعبي جنوبي استمر لعدة أشهر, وصل ذروته مع المنظمات الحقوقية والإنسانية للإفراج عن القائد الجنوبي باعوم, والذي أتى بالتزامن مع تشكيل حكومة الوفاق الوطني, بعد هرجٍ ومرجٍ من عمر الثورة اليمنية, التي شارفت على الانتهاء بتقاسم الحقائب الوزارية بين طرفي النزاع الدائم على السلطة, لتتقلد المعارضة ممثلة بحزبها الرئيسي الإصلاح أهم المناصب الوزارية في الدولة, كالداخلية والعدل والتخطيط والتربية والتعاون الدولي, والبقية لبقايا ما كانوا يطلقون عليه نظام, هم باتوا جزءاً منه اليوم, ليوطد الاثنان سلطة ومعارضة دعائم النظام الإجرامي الفاسد, ويقولان معاً لشعبٍ سقت دماءه ساحات الثورة : ارحلوا

ويرى مراقبون أن إطلاق سراح الزعيم الجنوبي باعوم قد يكون تكتيكاً من قبل النظام اليمني القائم سلطة ومعارضة, لقياس ردة فعل الشارع الجنوبي وامتصاص غضبهم وتهيئتهم لقبول الحكومة الجديدة, في الوقت الذي تشهد فيه الجنوب اهتماماً دولياً من خلال زيارة المبعوث الأممي لباعوم, وعزمه على زيارة العاصمة عدن للالتقاء بنشطاء الحراك الجنوبي, مما يُخرج إلى أن هناك اعترافٌ دولي بقضية شعب الجنوب وثورته التحررية, وعلى الرغم من ذلك يتخوف آخرون من كون هذه التحركات تأتي ضمن مساعي إقليمية ودولية لإقناع قيادات الحراك الجنوبي بالقبول بحل قضية الجنوب ضمن آلية المبادرة الخليجية, على اعتبار أن قضية الجنوب هي عمق الأزمة في اليمن, وهو الأمر الذي رفضه الشعب الجنوبي وحراكه السلمي, ورفضه الزعيم باعوم في لقاءه الأخير مع بن عمر, والذي عبر فيه بأن خيار الاستقلال لا رجعة عنه كونه مطلبٌ شعبي

ورغم الفاصل الزمني القصير بعد تشكيل حكومة الوفاق, تبرز حملة استعدادات الانتخابات الرئاسية في اليمن, والتي تعتبر الجزء الأصعب في تحقيق نجاح اتفاق نقل السلطة, من هنا يُذكّر الشعب الجنوبي الأمم المتحدة أنه في مثل هذه الأيام, في الرابع عشر من ديسمبر عام 67, تم قبول عضوية الجنوب ممثلة بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية, في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة, كـ عضو رسمي و دولة مستقلة ذات سيادة, لتعبر في ذات الوقت عن رفضها الشعبي القاطع, لأي تسويات أو انتخاباتٍ قادمة في محافظات الجنوب, كونها تشرعن الاحتلال اليمني على أرضها بعد حرب 94, وهو ما أكده خبراء قانونيون

وفي ظل المساعي والدعوات الشعبية الواسعة لسرعة عقد مؤتمرٍ جنوبي لا يستثني أحد, تبقى قضية الجنوب كعهدها, تنتظر من يقوم بدوره من الجنوبيين لإبرازها بصورة تليق بتطلعات شعبها, لكنها بذات الوقت, تثير معها أسئلةً كثيرة طال اشتياقها للأجوبة .. !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق