الأربعاء، 9 مايو 2012

الجنوبيون يرفضون الفيدرالية‎

الجنوبيون يرفضون الفيدرالية‎

 فريدة أحمد
2011م

من العاصمة المصرية القاهرة, تعتزم قيادات سياسية جنوبية مع قوى سياسية يمنية معارضة, إلى عقد لقاء يدعو لمشروع الفيدرالية بين إقليمين شمالي – جنوبي في إطار الوحدة, والذي عبر عنه المتظاهرون في الشارع الجنوبي بالرفض القاطع, عبر مسيراتٍ وتظاهرات حاشدة في مختلف محافظات الجنوب, لأنه حسب قولهم, ينتقص من تضحيات شهداءهم ويتجاوزَ حقِ شعبهم في اختيار مصيره بنفسه. وقد أبدت الجاليات الجنوبية في السعودية و بريطانيا وسويسرا وبلجيكا وروسيا وأميركا, أبدت تبرؤها ورفضها المطلق لأي تمثيل سياسي, يختزل القرار الشعبي لجهة أو تيار جنوبي منفرد دون الرجوع إلى الشعب .
( لقاءات للشارع الجنوبي )
وعلى ضوء ذلك يرى بعض القانونيين السياسيين, أن طرح مشروع الفيدرالية مع الشمال هو أخطر من قرار الوحدة عام 90, معبرين بالقول أن القائمون عليها, سيتحملون مسئولية تاريخية بالاستمرار فيها, لأنها توجهات فردية ولا يُسمح فيها لشعب الجنوب بتقرير مصيره, إلا بعد خمس سنواتٍ من تأسيس مشروعها, ومن المحللين أيضاً من يشير إلى عوامل نابعة من طبيعة الوحدةِ ذاتُها, عندما قامت بإعدادٍ غيرِ عقلاني, سرعان ما فشل بـاجتياح الجنوب واحتلاله عام 94م, وباعتراف شركاء الحرب عليها, فالشمال الذي يعرف بالجمهورية العربية اليمنية, قد دفع مقابل الوحدة سنوات من الشعارات والكذب والخطب الحماسية, لكن الجنوب في المقابل, دفع ثمناً سياسياً واقتصادياً وإنسانياً باهضاً, وما زال يدفع فواتيرَه ونتائجَه النفسية إلى اليوم, لم يجرؤ حتى ذوي الفئات الصامتة من الجنوبيين على التصريح بها . ليأتي مشروع الفيدرالية تكريساً للتدهور المزدوج حسب محللون, عبر شرعية أحزاب سياسية قائمة أكل منها الدهر وشرب, ترى في الوحدة اليمنية ورقةً سحرية تلعب بها اليوم لضمان وجودها السياسي وتجديداً للأسس التي قامت عليها في الماضي .  
( تعريف نصي للفيدرالية )
الفدرالية : هي شكل من أشكال الحكم تكون السلطات فيه مقسمة دستورياً بين حكومة مركزية ووحدات حكومية أصغر (الأقاليم، الولايات)، ويكون كلا المستويين المذكورين من الحكومة معتمد أحدهما على الآخر وتتقاسمان السيادة في الدولة. أما ما يخص الأقاليم والولايات فهي تعتبر وحدات دستورية لكل منها نظامها الأساسي الذي يحدد سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية, ويكون وضع الحكم الذاتي للأقاليم، أو الجهات أو الولايات منصوصا عليه في دستور الدولة بحيث لا يمكن تغييره بقرار أحادي من الحكومة المركزية

ونزولاً عند رغبة الشارع الجنوبي الذي يطالب بتوحيد صفوف الجنوبيين, اختتم قادة سياسيون جنوبيون بارزون لقاءً في العاصمة التركية اسطنبول, اتُفق من خلاله على التواصل مع كل الأطراف والطيف الجنوبي, دون استثناء أو إقصاء للتشاور وللتحضير لعقد مؤتمر جنوبي حقيقي, تشارك فيه كل الأطراف الجنوبية بالتحضير والإعداد, للوصول إلى تفهمٍ جنوبي شامل, حول كيفية تحقيق طموحات وآمال أبناء الجنوب المشروعة, بحسب ما أكدته مصادر مطلعة .

رغم تباينات المواقف السياسية المختلفة لقادة الجنوب, يبقى القرار بيد الشعب الجنوبي الذي يؤمن بقضيته العادلة, ويتمسك بحقه في الاستقلال, والذي سيفرض على الفرقاء بصموده الأمر الواقع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق