الأربعاء، 9 مايو 2012



تداعيات أحداث زنجبار




 فريدة أحمد

13-8-2011م


على أصوات النار الكثيف والقصف المدفعي .. زنجبار مدينة تحولت إلى أشباح, شوارعٌ خالية إلا من الآليات العسكرية والدبابات وأصوات رصاص الجماعات المسلحة .. حتى بات النزوح خطيراً, جراء المعارك الضارية التي تدور رحاها في المدينة  

حيث وان المئاتَ من النازحين الذين تمكنوا من الفرار من منازلهم مع أطفالهم ونسائهم يتهددهم الموت أيضاً في جعار, التي أصبحت مدينةَ حرب وتتعرض للقصف العشوائي بين الفينة والأخرى, وكان الكثير من النازحين من جحيم الاشتباكات المسلحة العنيفة في زنجبار, قد قصدوا جعار القريبة منها والتي كانت مأمونة, إلا إنها تعرضت لقصفٍ عشوائي من قبل سلاح الطيران وغيره، فنزح النازحون أصلا من جديد إلى منطقة الحصن وباتيس, وهم يفتقرون لأدنى متطلبات العيش والمساعدات الإنسانية, كونهم  من الفئات الفقيرة المهشمة.

قوات الجيش اليمني تواصلُ عملياتها العسكرية في مدينة زنجبار, و المواجهات العنيفة مستمرة, يتخللها القصف المدفعي بطريقة عشوائية من قبل قواتها المرابطة في الجبال، ما يؤدي إلى سقوط عددٍ من القذائف على الأحياء السكنية, ووفقاً لناشطين في حقوق الإنسان فإن عدد الشهداء والجرحى الذين سقطوا غيرَ ثابت, لأنه في تزايد مع مرور الساعات .. ونقلاً عن شهودٍ عيان أنهم شاهدوا عشرات الجثث في شوارع زنجبار بعضها لجنود، مشيرين إلى أن عددا من الجثث بدأ في التحلل، وأن هناك عدداً من الجرحى لا يزالون عالقين في المدينة, وبحسب مصادرٍ طبية  في العاصمة عدن, فإن العشرات من الجرحى العسكريين قد سقطوا في المواجهات الدائرة بزنجبار ونقلوا إلى مستشفيَيْ الرازي والجمهورية بضاحية بلدة خورمكسر،  ووصفت إصابات عدد منهم بأنها حرجة, كما أن مستشفى باصهيب العسكري بالعاصمة عدن, يستقبل يومياً ما يقارب الـ ثلاثين جريحٍ عسكري , وهم من الجند الذين يتم الزج بهم إلى زنجبار بمحافظة أبين لاستعادتها حسب قولهم

أطفال ونساء وشيوخ تقطعت بهم السبل تركوا ديارهم جراء المعارك الضارية في زنجبار عاصمة محافظة أبين, افترشوا الأرض والتحفوا السماء لم يجدوا من يعينهم في المناطق التي نزحوا إليها في عدن ولحج سوى مساعدات بسيطة من الأهالي, بعد أن تركتهم قوات النظام المتهاوية يواجهون العراء والجوع والمصير المجهول ، تركوا كل ما يملكون في ديارهم المهجورة بسبب ضراوة المعارك التي لم تفرق بين طفلٍ ومقاتل

هذا ولا يزال النزوح من أبين إلى العاصمة عدن مستمراً وبأعدادٍ غيرُ مسبوقة, هروباً من القصف العشوائي على مساكنهم ، وقد وُصِفت الأوضاع بالمأساوية في سواحل عدن الخط الأحمر على المستوى الإنساني و الصحي, بسبب قلّة الإمكانيات المتاحة لاستيعاب الأعداد الهائلة من النازحين .

ويتوزع النازحون الذين يقدر عددهم بالآلاف في العاصمة عدن على عددٍ من المديريات داخل مخيمات الإيواء التي تم إنشاؤها في عدد من مدارس العاصمة لاستقبالهم, أما عدد النازحين في حوطة لحج, فقد بلغ عدد الأسر التي وصلت إلى المدينة إلى أكثر من 761 أسرة نازحة من أبين - زنجبار ، في الوقت الذي يعاني فيه أبناء مدينة زنجبار وضعاً إنسانياً حرجاً في عدن, حيث يضطر البعض إلى النوم في الطرقات وبعض البنايات التي لا زالت طور الإنشاء، حتى يجدوا من يأويهم في المدارس الحكومية أو المنازل وغيرها.


من جهتها أفادت مصادر مطلعة عن مواطنين في مدينه جعار قولهم, ان المدينة تعيش كارثةً حقيقية  وكل مواطن فيها يواجه الموت في اليوم الواحد مئةَ مرة, خصوصا وان القصف يستهدف كل شئ ولا يضع أي اعتبار للإنسان أو الحيوان، وقد طالب من تبقي في زنجبار المتحاربين, بوقف الحرب لساعاتٍ في اليوم, حتى يتمكنوا من تشغيل مضخات المياه وإنقاذ آلاف المواشي التي نفقت من العطش، كما تعيش زنجبار في ظلامٍ دامس منذ بداية الاشتباكات المسلحة جراء انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة.

( تقرير )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق