الأربعاء، 9 مايو 2012

تداعيات ذكرى التصالح والتسامح في عدن‎

 تداعيات ذكرى التصالح والتسامح في عدن‎

 فريدة أحمد
13-01-2012م


ست سنواتٍ مضت على لقاء التصالحِ والتسامحِ التاريخي, اليوم الذي دعت له جمعية ردفان الخيرية في عدن, بتاريخ الثالث عشر من يناير عام 2006 , ما جعله لقاءً ومشروعاً صلباً, لانطلاق الحراك الجنوبي السلمي وثورته الشعبية, التي جمعت تحت مظلته مختلف الشرائح الاجتماعية والتيارات السياسة, ليعلنوا في ذلك اليوم فتح صفحةٍ بيضاء تعاهدوا فيها بإرادة المحبة والسلام, أن يحولوا ذكرى دامية لمرحلةٍ سابقة, نحو ذكرى يتعانق فيها الفرقاء و تتصالح لأجلها القلوب والأرواح

وتلبية للحاجة الملحة التي يقتضيها واقع الظلم والقهر الذي يعاني منه الجنوبيون, منذ اجتياح أرضهم في السابع من يوليو عام 94, أحيت عدة مدنٍ رئيسية في الجنوب يوم الجمعة الذكرى السادسة للتصالحِ والتسامح الجنوبي, تأكيداً وتأييداً لهذه الخطوة التاريخية, التي تعد البذرة الأولى نحو درب الاستقلال المنشود حد وصفهم.

 فهنا من ساحة الحرية في قلب العاصمة عدن, هاجمت قوات الجيش اليمني المتظاهرين سلمياً بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع, في محاولةٍ منها للسيطرة على الساحة, ضمن مسلسل هجماتٍ متكررة بالمدرعات وخراطيم المياه وقذائف الآربيجي, سقط على إثرها ستة شهداء وأكثر من خمسين جريحا, معظم إصاباتهم خطيرة وأخرى حالات اختناق بالغازات السامة ... رصاصات قمع الجيش اليمني بشقيه, لم تعرف الرحمة حتى عندما وُجهت نحو النساء المسالمات

وإذ يعيد الحدث ما واجهته الجنوب خلال خمس سنوات مضت, أثناء احتفائياتها بهذه المناسبة, وإصرار النظام اليمني على ارتكاب مجزرةٍ وحشية في كل مرة, يقف ثوار الجنوب أمام القوة المفرطة بإصرار وإرادةٍ شعبية, للمطالبة بحقهم المشروع في استعادة دولتهم المحتلة, عقبَ فشل الوحدة اليمنية حد تعبيرهم.... مقابلات

 قيادات ونشطاء وتكتلات شبابية, دانت العمل الإجرامي, الذي أقدمت عليه قوات الأمن المركزي والجيش اليمني بحق المتظاهرين العزل, كما دانوا ما تعرضت له مدينة المكلا بالمثل من إطلاقٍ للنار العشوائي, وسقوطٍ لعدد من الجرحى مساء الفعاليةِ التصالحية, وناشدوا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية, الالتفات والنظر بإنصاف, لكل ما يجري في الجنوب أرضاً وإنساناً.

تطول أيام وفصولِ ثورة الجنوب, وشعبها يُصر بعزيمة على المضي قدماً في مسيرته التحررية, لكنه يضع علامة استفهام كبيرة, كيف تعطى حصانة للقتلة, إلا إذا كان من أجاز لهم قانونها ضارباً بأولياء الدم عرض الحائط, شريكٌ في القتل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق