منهجية سورة الكهف في تعامل أصحاب الحق مع الباطل .. للتأمّل
26-07-2009 م
ذُكرت في سورة الكهف ثلاث قصص فيها صراع بين الحق والباطل .. وهي :
أصحاب الكهف مع الملك الظالم , والصاحبان , و ذو القرنين ..
بحيث يبدأ الحقُ ضعيفاً مظلوماً مطارداً , والباطل قوياً منتفشاً متغطرساً ..
وقد استلهمتُ الفكرة من دراسة تأصيلية جاءت في كتاب منهجية سورة الكهف في الإصلاح والتغيير .. لعلنا نجد في طرحها هنا فائدة .. !!
سنبدأ بالقصة الأولى .. والتي كانت لفتية تعرضوا للتهديد بالقتل رجماً إن لم يعودوا إلى ما كانوا عليه ..
وهنا العبرة : فيما تمارسه السلطة اليوم بحق كل من تسول له نفسه الوقوف في وجهها لمقارعة فساد أو ظلم وباسم ( الوحدة ) وإن كان بالدم .. !!
وأمام هذه الحالة ليس من صالح هؤلاء المستضعفون القلة الوقوف في مواجهة هذا النظام الفاسد الذي من المتوقع أن يمارس أبشع الجرائم في سبيل الحفاظ على مركزه .. وهذا ما حصل بالضبط مع أبناء الجنوب ومن قبلهم الحوثيين .. وهنا من الأفضل اتباع منهج : (( وليتلطف ولا يشعرن بكم أحداً )) الكهف : 19 .. بمعنى يتناسب والوضع الراهن هو الإعتزال وإعداد تنظيمات سرية لتصويب الأخطاء ..
وهو المنهج المناسب اتباعه في حال تطابقت نفس الظروف .. !!
أما القصة الثانية .. الصاحبين المتساويين الذين لا سلطان لأحدٍ منهما على الآخر .. وقد اختار أحدهما الكفر واختار الآخر الإيمان ..
وقد كان أمام الصاحب المؤمن مع كفر صاحبه الذي قال : (( ما أظن أن تبيد هذه أبداً _ وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلباً )) .. ثلاثة خيارات :
1- الاعتزال كما فعل أصحاب الكهف ..
2- الاعتداء باستعمال القوة , بأن يقوم بقتله أو ضربه أو نهره جزاء كفره وعناده ..
3- الحوار والإقناع .. وهذا بالضبط ما حدث ليكون المنهج السوي في حالة التساوي بالسلطة بين الصاحبين .. أي بمعنى إن كان هناك تساوي في نقابة أو هيئة أو مؤسسة تكون الحقوق فيها متساوية على أكمل وجه .. هنا لا يجوز غير الحوار ولا يستخدم القوة أو العنف في هذه الحالة , بل إلى إعداد النفس لهذه المرحلة وتحويل الأعمال السرية إلى مؤسسات عامة تتحاور وتنفع الجميع .. !!
والعبرة هنا أتركها لكم .. فهل تساوت ( السلطة ) بين الأطراف المتنازعة لإقرار أي حالة من الحالات الثلاث .. والتي رأى الصاحب المؤمن أن المنهجية المناسبة لمثل هذه الحالة هي اللجوء للحوار .. ؟
أما القصة الثالثة .. ذو القرنين بحيث وصلت في عهده قوة الحق إلى الذروة , حيث قال سبحانه وتعالى (( إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيءٍ سببا )) وهنا تتضح الصورة المثالية للملك الصالح حيث قال تعالى : (( اتبع سببا )) .. بمعنى استفاد من كل الإمكانيات المتاحة في الأخذ بالأسباب والنزول إلى الناس في مغرب الشمس ومشرقها كي يحقق العدل .. وكان الدليل : (( أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذاباً نكرا .. ))
وهو أعلى مستويات الإصلاح والتغيير بأكبر الإمكانات , واستخدام السلطة القضائية والتنفيذية لإقرار العدل ومكافأة المحسنين .. !!
وعندما يشكو قوم من ظلم يأجوج ومأجوج لا يكون الرد هو التلطف .. بل كان المنهج المتبع هنا : (( فاعينوني بقوة )) .. وهذه القوة تمثل قوة العلم والمادة , قوة اتخاذ القرار , قوة البناء والعمران , قوة الحماية والرعاية قوة البذل والعطاء , قوة فعل الخير ونفع الغير ونشر العدل بين الناس .. !!
هنا العبرة : أن الملك ذو القرنين كان ( عادلاً ) .. ولا يحق لأي حاكمٍ ( غير عادل ) مع شعبه انتهاج القوة والعنف للإصلاح والتغيير مع الأفراد والجماعات كما فعل ذو القرنين خاصة إن كان الفساد ينبعث من أعلى الهرم إلى قاعدته ..
أتمنى أن أكون وفقت في الطرح .. والعبرة لمن اعتبر .. !!
26-07-2009 م
ذُكرت في سورة الكهف ثلاث قصص فيها صراع بين الحق والباطل .. وهي :
أصحاب الكهف مع الملك الظالم , والصاحبان , و ذو القرنين ..
بحيث يبدأ الحقُ ضعيفاً مظلوماً مطارداً , والباطل قوياً منتفشاً متغطرساً ..
وقد استلهمتُ الفكرة من دراسة تأصيلية جاءت في كتاب منهجية سورة الكهف في الإصلاح والتغيير .. لعلنا نجد في طرحها هنا فائدة .. !!
سنبدأ بالقصة الأولى .. والتي كانت لفتية تعرضوا للتهديد بالقتل رجماً إن لم يعودوا إلى ما كانوا عليه ..
وهنا العبرة : فيما تمارسه السلطة اليوم بحق كل من تسول له نفسه الوقوف في وجهها لمقارعة فساد أو ظلم وباسم ( الوحدة ) وإن كان بالدم .. !!
وأمام هذه الحالة ليس من صالح هؤلاء المستضعفون القلة الوقوف في مواجهة هذا النظام الفاسد الذي من المتوقع أن يمارس أبشع الجرائم في سبيل الحفاظ على مركزه .. وهذا ما حصل بالضبط مع أبناء الجنوب ومن قبلهم الحوثيين .. وهنا من الأفضل اتباع منهج : (( وليتلطف ولا يشعرن بكم أحداً )) الكهف : 19 .. بمعنى يتناسب والوضع الراهن هو الإعتزال وإعداد تنظيمات سرية لتصويب الأخطاء ..
وهو المنهج المناسب اتباعه في حال تطابقت نفس الظروف .. !!
أما القصة الثانية .. الصاحبين المتساويين الذين لا سلطان لأحدٍ منهما على الآخر .. وقد اختار أحدهما الكفر واختار الآخر الإيمان ..
وقد كان أمام الصاحب المؤمن مع كفر صاحبه الذي قال : (( ما أظن أن تبيد هذه أبداً _ وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلباً )) .. ثلاثة خيارات :
1- الاعتزال كما فعل أصحاب الكهف ..
2- الاعتداء باستعمال القوة , بأن يقوم بقتله أو ضربه أو نهره جزاء كفره وعناده ..
3- الحوار والإقناع .. وهذا بالضبط ما حدث ليكون المنهج السوي في حالة التساوي بالسلطة بين الصاحبين .. أي بمعنى إن كان هناك تساوي في نقابة أو هيئة أو مؤسسة تكون الحقوق فيها متساوية على أكمل وجه .. هنا لا يجوز غير الحوار ولا يستخدم القوة أو العنف في هذه الحالة , بل إلى إعداد النفس لهذه المرحلة وتحويل الأعمال السرية إلى مؤسسات عامة تتحاور وتنفع الجميع .. !!
والعبرة هنا أتركها لكم .. فهل تساوت ( السلطة ) بين الأطراف المتنازعة لإقرار أي حالة من الحالات الثلاث .. والتي رأى الصاحب المؤمن أن المنهجية المناسبة لمثل هذه الحالة هي اللجوء للحوار .. ؟
أما القصة الثالثة .. ذو القرنين بحيث وصلت في عهده قوة الحق إلى الذروة , حيث قال سبحانه وتعالى (( إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيءٍ سببا )) وهنا تتضح الصورة المثالية للملك الصالح حيث قال تعالى : (( اتبع سببا )) .. بمعنى استفاد من كل الإمكانيات المتاحة في الأخذ بالأسباب والنزول إلى الناس في مغرب الشمس ومشرقها كي يحقق العدل .. وكان الدليل : (( أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذاباً نكرا .. ))
وهو أعلى مستويات الإصلاح والتغيير بأكبر الإمكانات , واستخدام السلطة القضائية والتنفيذية لإقرار العدل ومكافأة المحسنين .. !!
وعندما يشكو قوم من ظلم يأجوج ومأجوج لا يكون الرد هو التلطف .. بل كان المنهج المتبع هنا : (( فاعينوني بقوة )) .. وهذه القوة تمثل قوة العلم والمادة , قوة اتخاذ القرار , قوة البناء والعمران , قوة الحماية والرعاية قوة البذل والعطاء , قوة فعل الخير ونفع الغير ونشر العدل بين الناس .. !!
هنا العبرة : أن الملك ذو القرنين كان ( عادلاً ) .. ولا يحق لأي حاكمٍ ( غير عادل ) مع شعبه انتهاج القوة والعنف للإصلاح والتغيير مع الأفراد والجماعات كما فعل ذو القرنين خاصة إن كان الفساد ينبعث من أعلى الهرم إلى قاعدته ..
أتمنى أن أكون وفقت في الطرح .. والعبرة لمن اعتبر .. !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق