مشاورات مصرية .. و ( أكتوبر الثورة قادمة من الجنوب )
فريدة أحمد
06-10-2009 م
قبل أسابيع قليلة فقط تعنّت النظام بكل غرور ليقول نرفض أي تدخلات خارجية لـ حل أزمة الحرب في صعده, وها هو اليوم يقبل يد العون من القيادة المصرية, ويثبت مدى ضعفه وفشله في احتواء أزماته, ولما لـ مصر من دور قيادي بارز في الوساطة لـ حل قضايا الأزمات العربية, في حين أنها كانت على مر التاريخ من أولى الدول العربية التي صدّرت فكر الثورة لبقية البلدان العربية المستعمرة, فكان لـ الثورة اليمنية واستقلال الجنوب النصيب الأكبر من هذا الدعم المعنوي والسياسي المادي آن ذاك .. لكنه لم يغب عنّا أن المعادلة المصرية تغيرت, وتقهقر دورها للخلف بعد الضغوط السياسية المحيطة بها, والتي كان على رأسها اتفاقية كامب ديفيد التي سلخت تواجدها ضمن النطاق العربي, وبها قدمت تنازلات تبددت معها أحلام الشعوب عن مُثل القومية العربية, فكان لمصالحها والإنكفاء الذاتي على نفسها الأولوية, والشاهد على ذلك ليس ببعيد فقد رأينا دورها المخزي والمذل في حرب غزة الأخيرة .. !!
فـ كثرت التحليلات عن القدوم المصري لليمن وعن نتائج المشاورات المزمع قيامها في صنعاء, هناك من قال أن هناك تعيين لـ تشكيلة وزراء جنوبيين جدد على رأسهم علي ناصر والعطاس وذلك لاحتواء الأزمة في الجنوب, والذي كان نتيجة لعدد من اللقاءات بعدد من القادة الجنوبيين في الآونة الأخيرة بالقاهرة .. وللتفاوض بشأن الحرب في صعده وقد تكون بشروط من طرف النظام وحده .. !!
أما نحن كـ جنوبيين فنقول : أننا لم نعد نثق بنظامٍ لا عهد له, نظام يكذب ويسرق ويرتكب الجرائم في حق مواطنيه, نظام يصادر الحريات ويلهث خلف الحطام, نظام يستبيح الدماء ويزهق الأرواح, نظام يسعى لتفقير الشعب ويلتهم خيرات البلاد, نظام يقتل روح الأخوة ويبث الأحقاد الطائفية والعنصرية في قلوب أبناءه .. !!
معظم الجنوبيين اليوم يطالبون بفك الإرتباط , ولن يوقف إرادة هذا الشعب التواق للحرية والإستقلال أي قوة على الأرض , فلا مصر وغير مصر قادر على انتزاع هذه الإرادة والعزيمة الجنوبية وقتل طموحات شعبها الحُر ..
فـ الثورة الكبرى قادمة, بدأناها حراكاً لاسترداد الحقوق وثورة للجياع في ربوع الوطن فـ كُنا وحدنا وأخوتنا يتفرجون, وستنتهي بثورة عظيمة واسترداداً لوطننا الجنوبي وحقوقنا المسلوبة بإذن الله ..
فمرحباً بمصر وعمرو موسى إن كان سيدعم تحرير الجنوب وإستعادة عضويتها في الجامعة العربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق