( الجيش ) .. قوي مع الجنوبيين .. ضعيف مع الحوثيين
فريدة أحمد
21-09-2009 م
قيادة الصالح تثبت لنا كل يوم أن الفشل حليفها وأنه بالرغم من هذا الفشل إلا أنها تضع مصالحها فوق كل اعتبار وإن كان على حساب تلطيخ سمعة منطقة بأكملها وقذف ساكنيها بما ليس فيهم , وكأنهم لم يكونوا يوماً جزء من هذا المجتمع التقليدي المحافظ .. !!
وقد بلغ هذا الفشل أوجه بعد أن اتجهت القيادة مباشرةً لتخويف الدول المجاورة من المد الإيراني لقبض الثمن, عندما لم تجني من ذلك التخويف شيئاً في القضية الجنوبية, وبعد أن رأت أن هذا الجنيَ الطائل للأموال سيكون منبعه قضية صعده, لأن الجنوبية في حقيقة الأمر قضية عادلة رفعت شعار السلم (على الأقل ) بالنسبة لهذه الدول ولا تشكل خطراً على الحزام الإقليمي لها, والدعم المالي في ذلك معدوم مقارنةً بما تستهلكه السلطة إعلامياً من خطورة للحوثيين, ومن وجهة نظر هذه القيادة الفاشلة أنّ قبضة الثمن الأكبر ستكون من حربها الضروس على أهالي تلك المنطقة ..
والقارئ لحرب 94 سيجد أنها استمرت لأقل من شهرين بالرغم من إستعداد الجيش الجنوبي آنذاك ووقوف بعض من أبناءه مع الجيش الشمالي وتمسكهم بالوحدة .. إلاّ أنها حُسمت بـ القوة عندما أراد لها أن تُحسم مع الإنفصاليين الجنوبيين, وتهاونت بالضعف عندما أراد لها مع المتمردين الحوثيين .. !!
و الغريب في الأمر الترويج الإعلامي لهذا الجيش المغوار الذي لا يُقهر .. أين قوته العسكرية العظيمة, أم أنه بكافة قواته المسلحة للإستعراض فقط كباقي الجيوش العربية.. ؟ فقد دمروا البلاد بتوجيه الميزانية عسكرياً بدل توجيهها نحو مجالات أخرى تنفع العباد, ولا أعتقد أن استمرارية هذه الحرب من أجل توجيه رسائل أو قضاء على شيعة أو رد فعل معاكس ....... هناك الكثير من الأسباب وأولها الإمامة التي يخشون عودتها وهم لا يعلمون بأنهم أسوأ منها بمئات المرات, بل إن هذا الضعف يتلخص في أحد النقاط التالية :
- الاستهلاك الإعلامي وتهويل الأوضاع من قِبل السلطة لاستنزاف خزينة العربية السعودية ..
- تفوق الحوثيين في الإعداد لهذه الحرب ..
- طبيعة جبال منطقة صعده, وعدم قدرتهم على مواجهة جيش نظامي هناك ..
- الخيانات العُظمى لأفراد من الجيش واستسلام المئات منهم بعدهم وعتادهم للحوثيين وذلك لعدم قناعة الأغلبية منهم بمحاربة إخوة لهم ..
- السماح للقوى الإقليمية بالتدخل الخفي, مما ساهم بدوره في إضعاف القيادة أكثر من نفعها ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق