السبت، 6 أكتوبر 2012


الأنـا تغلبت على كل شي 


فريدة أحمد

الثلاثاء 18 سبتمبر 2012 07:10 مساءً



وكأن التاريخ يعيد نفسه, صراعات القادة الجنوبيين المستمرة أضاعت الحراك الجنوبي في متاهات الأنانية وحب الذات, كما أضاعت من قبل وطن بأكمله وسلمته على طبق من فضة لعصابة دولة أخرى بأرخص الأثمان, واليوم نرى في سياسة المجلس الأعلى للحراك صورة طبق الأصل من ذات النهج الأناني لسياسة الحزب الواحد, ذلك الحزب الذي لم يدرك أصحابه في الجنوب سابقاً أهمية الانفتاح على الآخرين ونبذ التسلط, وإعطاء جميع القوى الوطنية الجنوبية الحق في المشاركة دون تحجيم دورها السياسي .. كل من يتابع الأحداث على الساحة سيجد أنه نفس الدور الذي مارسه الشموليين سابقاً, يُمارس اليوم من قبل المجلس الأعلى عبر تقليد غبي ومحاكاة عمياء للماضي, دون إدراك منهم بأن المحاكي لطالما ثبت سقوطه عند أول محك عملي .
لا اختلاف على أن للمجلس الأعلى للحراك قاعدة جماهيرية عريضة, وأنه هو الحامل الرئيسي لقضية الجنوب منذ انطلاقة الحراك عام 2007 وإن تعددت مكوناته وفصائله التي انضوى بعضها تحت رايته في مايو 2009 , لكن بالإقصاء والتهميش الذي يمارس على الآخر الجنوبي والاستئثار بالقرار السياسي وكأن الآخرين لا دور لهم ولا قيمة, هنا لن يفلحوا ولن ينتصروا لقضيتهم.
بالعقل والمنطق ..! كيف تريد لبقية المكونات والقوى الحراكية الأخرى أن تقدم لهم الولاء والسمع والطاعة وهم ذاتهم متخبطين ومنقسمين على أنفسهم ؟ المجلس تم تدميره من داخله وبأوراق أصحابه, كلما عصفت بهم الخلافات أو اعتقل أحد قادتهم أضافوا أعضاء وأزاحوا آخرين دون مشاورة وتنظيم, بالعامية "شغل هوشلية" , أما التصريحات والبيانات فحدث ولا حرج, ساعة مؤتمر في افتتاحية سبتمبر وساعة في نهايته وأخرى في أكتوبر, يجب أن يعرف قادة المجلس الأعلى للحراك الجنوبي حقيقة واحدة, وهي أن الحراك حركة شعبية جماهيرية ليست ملك لأحد, ولا يحق لمجلس أعلى أو أدنى أو غيره أن يكون وصياً عليها, هي ملك للشعب الجنوبي بأكمله بمختلف تياراته وفئاته وجهاته, فالأولى بكم ترتيب بيتكم من الداخل دون تناحر وتشتيت وبثقافة متسامحة تقبل بالآخرين, حتى تمنحوا الأمان وتوفروا الاطمئنان لمختلف القوى والمكونات الجنوبية الأخرى, لأنه إذا كان هؤلاء هم رأس الحراك وحربته فلا نلوم صرف أنظار العالم عنّا, ولا نلوم أيضاً بقية المكونات إن حذت حذوهم في الشتات, وعلى رأي القول المأثور : "إذا كان رب البيت بالدف ضارباً, فشيمة أهل البيت الرقص".
أبناء الجنوب اليوم بأمس الحاجة إلى توحيد كياناتهم وكلمتهم, ولن يصمتوا في وجه كل من يريد إبقاءهم في انشغال دائم فيما بينهم عن قضيتهم, ولو كانوا من أبناء جلدتهم, لأن الحق لا يُعطى لمن يسكت عنه.


http://adenalghad.net/articles/3441.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق