الثلاثاء، 8 مايو 2012

المعتقل .. وظلمتــه


المعتقل .. وظلمتــه

 فريدة أحمد 

الاشتراكي نت 
السبت 10 مايو 2008 04:19 م
كنا نعتقد بأن زوار الفجر القدماء الذين كنا نسمع بهم وعن اعتقالاتهم الليلية قد تلاشوا وانتهى طغيانهم لكن تأكد لنا بأن ذلك الكابوس لم ينتهي ولن ينتهي لأن من يعيش في الظلام سيبقى قابعاً فيه .. فمثل هذه الاعتقالات المتكررة في كافة المحافظات الجنوبية هدفها الرئيسي ترهيب نشطاء المعارضة والتثبيط من عزائمهم ، بعد أن بذل هؤلاء الجهد للمطالبة بالتغيير في اليمن للأفضل لكنهم وجدوا في المقابل حفنة من المتنفذين الذين لا هم لهم سوى الثراء السريع والتلاعب بالمال السياسي الذي أفسد ضمائرهم الوطنية ولوث الوطن بأفعالهم العنجهية والقبيحة وقوضوا بذلك استقرار البلد معتقدين بأن من اعتقلوهم قد تجاوزوا الدستور لكنهم بعقلياتهم تلك تناسوا أيضاً بأنهم لم يحترموا قوانين ذلك الدستور ونظامه بسياستهم القائمة على القرصنة ومصادرة الحقوق والحريات ، غير أن تلك الأعمال لن تثني طالب الحق عن عزيمته وحقه في الحياة . لا نعلم مدى المعاناة التي يعانيها المعتقلين سواء النفسية أو الجسدية في تلك السجون خاصة أن أغلبيتهم يعانون من بعض الأمراض التي تحتاج إلى اهتمام ورعاية صحية استناداً إلى الفصل الكامل في ذلك من قانون تنظيم السجون .. فضلاً عن المعاناة التي تتكبدها أُسر المعتقلين بدءاً باستخراج تصريح الزيارة مروراً بكل أصناف الذل والمهانة والشقاء للوصول إليهم ، غير أنه ليس لديهم جلسات محاكمة أو حتى محاميين للدفاع عنهم بل هم معتقلين حتى إشعار آخر، ومسموح للدولة معاقبتهم بأبشع أنواع التعذيب النفسية والعيش في الظلام بالأيام والأشهر والسنين لذنب قد يراه المعتقلين ليس ذنباً بقدر ما هو مطالبة بحقٍ له سواء في التعبير عن رأي أو عمل يرى بأن له تأثير على سياسة الاحتيال . لكن أي عمل ما من شأنه فائدة مرجوة للنظام ، بالتأكيد سيصد عنه وسيمحو آثاره بطرقه المعهودة سواء بحادث اختطاف أو حادث سير مدبر أو حتى حادث سيارة ، وإذا عجز عن فعل كل ذلك فالسجن هو الحل الاحتياطي أو كما يقال الخطة البديلة التي تُحبك بالأيام في المطابخ الرئاسية، والغريب في ذلك اللف والدوران والتمثيليات التي تسبق هذا الاعتقال والتي لا جدوى من وراءها طالما أن رائحة هذه المطابخ قد فاحت والقرار مطبوخ مسبقاً . لا أعلم في الحقيقة كيف سيفسر السجين قسوة الحياة التي يعانيها بالأخص إذا كان يقبع في سجن انفرادي ليل نهار طوله وعرضه متر واحد فقط لا أكثر غير قادر على مد رجليه طيلة 24 ساعة كاملة يأكل فيه وينام فيه ويقضي حاجته فيه، كم ستكون تلك الليالي صعبة عليهم وكم ستكون وحدتهم قاسية ومرعبة بين أشباح الظلام ، وما لا نتمناه أن يسبب لهم هذا الوضع المزيد من الأرق والكوابيس المتواترة أو الاكتئاب كما كنا نسمع ونقرأ ، خاصةً إذا لم يجدوا من يساندهم ويقف بجوارهم ، لكن يا أسفاه فقد ظهرت معادن الرجال وكلاً ظهر على حقيقته تجلى ذلك في الاسترزاق على حساب هؤلاء المساجين الذين قدموا التضحيات بإيمانهم وتمسكهم بقضيتهم ومن من ..؟؟ من قيادات وشيوخ قبائل تعتبر نفسها رموز وطنية ، لا يعلمون بأنهم يطعنون كفاح منهم خلف القضبان بمتاجراتهم الدنيئة مؤخراً وبشتى الطرق الممكنة . وعندما يبحث عنهم هذا السجين ويسأل عنهم لا يجدهم ويكتشف أنهم طيلة تلك المدة مجرد سراب يحتضنه المتنفذين لأسباب تقتضيها مصالحهم الخاصة . والفخر والعزة لمن وقف بجانبهم وآزر أسرهم ومدهم ببشارة نصرهم وكرامتهم وأسعدهم بزيارته القصيرة لهم . لن يبقى لنا سوى أن نرفع أكفنا لبارئنا ندعوه أن يمن عليهم وعلينا بالحرية، ونقول لهؤلاء الأبطال طوبى لكم أيها الأسود في عرينكم طوبى لكم يا من أثرتم الغير على أنفسكم لن يجبركم أحد على التخلي عن آراءكم أو يردعكم عن مواصلة نضالكم ولن يستشعر هذا الشرف أحدٌ سواكم ، والحقيقة هي لكم يوم .. ولكم كل أيامنا .

http://www.aleshteraki.net/articles.php?id=859



 ساســة بمائة لون .. !!
الجمعة 30 نوفمبر - تشرين الثاني 2007م

فريدة أحمد

الطيف - خاص 
تأملت الألوان المتناثرة على الأرض عندما كانت ابنة أختي تلعب بها، فهممت بلملمتها متأملة في ذلك براءة الطفولة .. فخطر على بالي هذا العنوان من خلال الأوضاع السياسية الراهنة في اليمن وما صاحبها من مواجهات ودعوات وتقلبات متناقضة في الخطابات السياسيــة والتي سببت الكثير من النعرات والانقسامات .
تبادر إلى ذهني التلون في الساحة اليمنية جماعـة الــ ( يومٌ لك ويومٌ عليك ) كالزواحف التي عرّفها علم الطبيعة بأن لديها القدرة على تغيير جلدها تبعاً للظروف المحيطة بها لأن في ذلك تكيف للبقاء على قيد الحياة وبالتغير لهذا الجلد من وقت لآخـر يقابله تغيير في الاتجاه .. وهكذا هم هؤلاء الساسة يتلونون بحسب الظروف التي تقتضيها سياسة البلاد وفقاً لمصالحهم الخاصة قبل أي شيء ، وبهذا التلون امتهنوا حرفة الكذب والنفاق وبه أصبحوا مرتزقة لا هم لهم في هذه الدنيا سوى جمع المال بائعين بذلك ضمائرهم وضاربين بمناصريهم ومبادئهم عرض الحائـط

لا يعلمون أنهم بتعداد ألوانهم تلك يفقدون بريقهم ولمعانهم وتُحرق كروتهم السياسية ولا يتعرضون سوى للإذلال والمهانة ، وكل ذلك من أجل بعض المصالح والأوساخ الدنيوية التي تتنافى مع أبسط القيم الأخلاقية وشرف مراكزهم
فتجد منهم أصناف وألوان تتكيف مع ما يوافقها من الأوضاع ، لون للشعب المغلوب على أمره بمعسول الكلمات الوطنية ، ولون آخر للاستخدام الخاص في أروقة وصالات القصر الرئاسي .. وتجد منهم أيضاً من يراوغ في خطاباته الاستهلاكية وهو في قرارة نفسه يعلم أن ما يقوله من ترهات تعبوية محفوظة هي مجرد إملاءات من الكذب والنفاق السياسي لا أكثر . وإذا بالغ أحدهم في مدح ولي الأمــر بما ليس فيه استحق أن يضمه وبكل جدارة إلى حاشيته ( كبوق بلا وزن ولا قيمة ) ليردد عبارات التمجيد في المحافل الرسمية ، فمثل هؤلاء نقرأ عليهم الفاتحــة

حيّرنا هؤلاء الساسة معهم .. بالأمس كان أحدهم يعلن الانفصال ويعارض سنواتٌ عديدة في الغربة واليوم أصبح مع الوحدة ، وآخــر مع الوحدة سنواتٌ طوال وها هو اليوم ينادي بالانفصال وتحرير الجنوب ، وأحد الأحزاب يمد يده للمأجورين ويصفق لهم بعد أن كان في أحد الأوقات يهلل ويكبر لمواجهتهم ، وآخر كان بالأمس هو الداعم الأول للنظام وها هو يشن حملات هجومية ضده وبكل الوسائل بعد أن فقد المزايا والمكاسب التي كان ينالها عندما كان في السلطة . ألن ترحموا عقولنا أيها المتلونون .. ؟؟
فقد احتارت معكم الجماهيـر وأصبحتم كمن انطبقت عليهم الآية القرآنية (( مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء )) "النساء " 143 . فلم تجلبوا لنا بتقلباتكم تلك سوى المزيد من القلق ومزيــد من التأزم
حتى أنكم بذلك نقلتم العدوى إلى الجماهير فلم تعد صفة التلون تشملكم وحدكم فتجد البعض من الجماهير الجائعة والمهللة تتفنن بالتصفيق والصفير (( بالروح بالدم نفديك يا علي )) لعل وعسى أن يرأف بحالهم .. !!
وما أن يتوارى الموكب الرئاسي عن الأنظار تجده يحمل شعارات وصور لقادة معارضة في محافل ومناسبات أخرى .. فعلاً شرُ البليـة ما يضحك .. ولا ملامة على هؤلاء إذا كان قادتهم كل يوم بمائة لون .
فكفاكم أيها الساسة .. أين إصراركم وثباتكم ألا تخجلون مما تفعلون .. ؟؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق