مفارقات عجيبة ( للتاريخ ) ..
فريدة أحمد
منذ انطلاقة الثورة الشعبية في الجنوب عام 2007م ممثله بحراكها السلمي, نالت ما لم تنله من كيل الشتائم
والسباب والتهم و الزيف الإعلامي والألقاب الجارحة .. تارة فئران, وتارة شرذمة انفصالية
و تارة هنود وصومال استخفافاً بجنس من البشر, وتارة اشربوا من البحر, وآخرها يتفوّا على وجوههم ..
وعلى رؤوس الأشهاد من ذويهم ..
هذا كله لا يهم .. فالثورة الجنوبية صمدت وازدادت شعبيتها أكثر من ذي قبل رغم كل ما جابهته من صعاب
عندما واجهت كل ذلك لوحدها في وجه ( نظام متكامل ) وليس متهاوي كما هو اليوم ..
سأضع لكم مقارنات أو مفارقات للتاريخ, وكيف كنتم تتعاملون مع الثورة الجنوبية في عز نزفها للدماء
والقواسم المشتركة بين ثورتينا ..
- بعد قيام قيادات الحراك الجنوبي ونشطاء الثورة بتشكيل الفصائل الجنوبية .. كنتم تهزأون من تعدد المكونات
الجنوبية رغم أنها لم تتعد أصابع اليد وغالبيتها اندمجت تحت المجلس الأعلى للحراك عام 2009 ..
و جاءت الثورة اليمنية .. وأقمتم أكثر من مائتين ائتلاف ومكوّن ثوري مستقل ..
- عندما كان أبناء ردفان البسالة يردون على قوات المخلوع علي عبدالله في الجبال دفاعاً عن أنفسهم وأعراضهم وبيوتهم ..
كنتم تبررون للنظام وتباركون له دحر هؤلاء الرجال كونهم إما مسلحين أو متمردين أو من تنظيم القاعدة كما تروج صحف المعارضة ..
وجاءت الثورة اليمنية .. ونالت بيوتكم منها ما نالت, فظهرت قبائل نهم وأرحب لترد على جبروت المخلوع بالمثل
فكانوا هم الأبطال والوطنيين والشرفاء رغم أنه أيضاً دفاع عن النفس ..
- عندما أخرج ثوار الجنوب أطفالهم في المسيرات والمهرجانات وحفظّوهم الهتافات الثورية .. قلتم جبناء
أخرجوا أطفالهم للاحتماء بهم, وليس من الرجولة في شيء إخراج الأطفال وتعريضهم للخطر ..
جاءت الثورة اليمنية .. فأخرجتم أطفالكم بالمئات ..
http://www.youtube.com/watch?v=PkHL68ohcTM&feature=player_embedded#!
- عندما كان يستشهد أبناء الجنوب ويسقطون في الميادين بشتى أنوع الأسلحة المتوسطة والثقيلة ..
كنا نضع الصور أمام أعينكم لكشف جرائم هذا النظام الفاشي .. فتقولون : مصاصي دماء, تتاجرون بدماء أبناءكم
لا تعيشون إلا على رائحة الدم ..
جاءت الثورة اليمنية .. فسقط من سقط من الشهداء, فأصبحت المواقع تعج بالصور المؤلمة بشكل شبه يومي
وعلى رأسها المجلس اليمني الذي كان أعضاءه يحاربونا إن وضعنا صورة لشهيد جنوبي ..
- عندما كان إعلام النظام يروج عن أبناء الجنوب قطع الطرق وخطف المواطنين وقطع الآذان وغيرها ..
جاءت الثورة اليمنية .. تم خطف مواطنين جنوبيين وتم قطع لسان أحد الشعراء ..
- عندما بدأت الثورة الجنوبية وانضمت إليها قيادات تاريخية أمثال الرئيس البيض .. كنتم تقولون : هؤلاء سفاحون ماضيهم أسود فاسدون كيف تأمنونهم على ثورتكم .. رغم أن الشرفاء يقدسون المواقف الحُرة في الظروف الحالكة بغض النظر عن الماضي .. ومن يصطف مع مطالب الشعب له مكانة في قلوب أبناءه ..
جاءت الثورة اليمنية .. فانظم لها من الفاسدون والسفاحون والقتلة من انظم, فكانوا أبطالاً وفاتحين ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق